خسرت ما لا يقل عن 250 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، المخصصة للاجئين والمجتمعات الفقيرة في لبنان، قيمتها لصالح المصارف اللبنانية التي تبيع العملة المحلية “بأسعار غير منطقية”.
ووفق تحقيق أجرته مؤسسة “طومسون رويترز”، فقد تم وصف الخسارة في المساعدات، بأنها “صاعقة” بوثيقة داخلية، صدرت عن الأمم المتحدة وأكدتها مصادر متعددة.
وقال مسؤول مساعدات أممي لوكالة رويترز، إنه خلال عام 2020 والأشهر الأربعة الأولى من عام 2021، استبدلت البنوك الدولارات لوكالات الأمم المتحدة بمعدلات أقل، بنسبة 40٪ في المتوسط من سعر السوق.
ويحافظ لبنان على سعر صرف رسمي يبلغ حوالي 1500 ليرة للدولار، ولكن منذ الأزمة لم يتمكن من تطبيق هذا السعر إلا على حفنة من السلع الأساسية.
تحويل العملات يبتلع مخصصات اللاجئين
جاءت معظم الخسائر من برنامج مساعدات الأمم المتحدة لعام 2020، بقيمة حوالي 400 مليون دولار.
و يوفر البرنامج المساعدة لنحو مليون لاجئ سوري في لبنان تمويلًا شهريًا للغذاء والتعليم والنقل، ومقاومة الطقس الشتوي.
كذلك تحدث تقييم داخلي للأمم المتحدة في شباط الماضي، عن أن ما يصل إلى نصف قيمة البرنامج تم استيعابها من قبل البنوك اللبنانية، التي تستخدمها الأمم المتحدة لتحويل الدولارات المتبرع بها.
وأوضحت الوثيقة، التي اطلعت عليها “رويترز”، أنه بحلول حزيران 2020، ضاعت نسبة 50% من المساهمات من خلال تحويل العملات.
إلى ذلك، نفت “جمعية مصارف لبنان” (ABL)، التي تمثل البنوك التجارية في البلاد، استخدام المساعدات في زيادة رأس المال.
واعتبرت بأنه كان يجب على الأمم المتحدة، أن توزع بالدولار، أو تتفاوض على سعر أفضل مع البنك المركزي اللبناني.
اقرأ أيضاً ميالة: أزمة مصارف لبنان تضر إعادة الإعمار وروسيا وإيران ينقذان الاقتصاد السوري
نقص التمويل
تلقىى برنامج الأمم المتحدة الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار، والمعروف باسم “لويز”، تمويلًا من الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا وهولندا وفرنسا وغيرها.
ويضُم كلا “برنامج الأغذية العالمي” و”وكالة الأمم المتحدة للاجئين” (unhcr) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
مجمل الخسائر
وبلغت الخسائر نحو 200 مليون دولار في 2019 و2020، وما لا يقل عن 40 مليون دولار حتى الآن في 2021.
تتوافق الأرقام مع التقييم الداخلي للأمم المتحدة، وتم التحقق منها بشكل مستقل من قبل مسؤول إغاثة.
في حين، عبّر متحدث باسم “يونيسف” عن قلق الوكالة الكبير من ألا يتلقى المستفيدون القيمة الكاملة للتحويلات النقدية”.
اقرأ أيضاً ماحقيقة ربط الأسد الأزمة الاقتصادية في سوريا بالمصارف اللبنانية
بدوره، أكد متحدث باسم “وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين” (أونروا)، أن ما بين ثلث ونصف المساعدة التي وزعتها منذ تشرين الأول عام 2020، (ما يصل إلى سبعة ملايين دولار) ضاعت من خلال تحويل العملة.
وأضاف أن ذلك حدث رغم تحذير الوكالة مرارًا من نقص التمويل.
يذكر بأنه يعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، تسعة من بين كل عشرة منهم يعيشون في فقر مدقع، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.