المجتمع المدني السوري، الذي ظهر بعد عام 2011 بمناهضة الاستبداد بأشكاله كافة، سواء في النظام أو الجماعات المتطرفة وكذلك المجموعات المسلحة، فممارسات الظلم الاجتماعي كثرت وتعددت أثناء النزاع والعنف. وهذا الوضع الإنساني المحزن ظهر خلاله وانطلق الصحفيون المهنيون مع المواطنين باعتبارهم يشكلون جزءاً كبيراً من المجتمع المدني بالعمل على تأسيس وسائل الإعلام متميزة فوصلت في سوريا والجوار إلى أعداد كبيرة ومئات المنصات، وعملت معظمها على أهمية وضرورة مراعاة أمور كثيرة منها، عقود العمل لمتطلبات المرأة وهي كثيرة، كإجازات الأمومة والحضانة، وتأمين أماكن عمل مناسبة وآمنة لهم، وأكدت على ضمان تكافؤ الفرص والتدريب والترقية في سياسات التوظيف. لتكون للمرأة مكانة تطمح إليها وفق ظروف آمنة.
فنلاحظ اليوم وبعد سنوات على ظهور أول وسيلة إعلامية ثورية في سورية، شهدت المرأة عنفاً بشكل متصاعد ونزوح ولجوء واعتقالات وتغييب قسري وغيرها، فهناك مشكلات أخرى تواجه المرأة ملاحظتها في أغلب النصوص الإعلامية، يتم تصويرها كضحية وشخصية ضعيفة وبحاجة للمساعدة والتمكين، ويغفلون عن دورها الاجتماعي والقيادية ومبادراتها الإنسانية المميزة والناجحة.
في الإحصائيات التي قام بها المركز السوري للحريات الصحفية، في رابطة الصحفيين السوريين منذ عام 2017 تبيّن أنّ هناك مجموعة من الانتهاكات بحق النساء، فتم توثيق 22 انتهاك، منها مقتل 4 إعلاميات و12 حالة خطف واعتقال، و6 انتهاكات أخرى كالضرب والتهديد والتعنيف، لازلنا نرى انتهاكات وضغوطات تتعرض لها النساء في عملهن بالمجال الإعلامي وهذا ما أركز عليه في مقالي هذا، كما أرى تسليط الضوء على بعض النقاط والفجوات التي تعاني منها المرأة، من مشاكل، وصعوبات بمفاهيم ومصطلحات سائدة في المجتمع، فهذه المشاكل، التي تتعرض لها سواء بعملها كإعلامية، أو في المناصب الإدارية، أو مراسلة أو عاملة في المجال الإعلامي وفي مراكز التطوير، إضافة إلى العوامل المثبطة الموجودة في المجتمع السوري.
فنلاحظ وبالمقارنة مع وضع المرأة على المستوى العالمي بين السابق والحاضر، أنها حققت المناصفة مع الرجل في البرلمانات، لكن في قطاع الإعلام لم تصل إلى ما تصبو إليه. فوصفت إحدى الباحثات وهي خاتون حيدر، خبيرة في قضايا المرأة، وضع المرأة في نيل حقوقها في دول العالم، فظهر فيه أن المرأة، وبعد نضال طويل استمر لعقود من الزمن، لم تحصل، إلا على جزء ضئيل من حقوقها، خصوصاً في مجال قيادة وسائل الإعلام تصل إلى 30% فقط، ففي سورية نلاحظ هذا انعكس على الواقع الصحفي بشكل واضح بعد انطلاق الثورة في عام 2011 فالضرورة التي فرضتها الثورة دفعتهم أكثر للعمل الصحفي، وهذا ما رأته وتحدثت عنه الصحفيات والناشطات السوريات.
فقد تحدثت في المحافل الدولية والمحلية عن مشكلاتهن والعقبات التي واجهتهن أثناء ممارسة العمل الصحفي رغم الضرورة الملحة لعملهم والتي منعتهن من ممارسة عملهم بالطريقة التي يبغينها، فتقول فيحاء ش الناشطة السورية: إن الخطر الأمني وصعوبة التنقل أثناء القصف هو من أبرز التحديات التي تعيق تحرك الصحفيات والناشطات بحرية، لذلك نرى هناك ضرورات ومقترحات لعمل المرأة ومنها مراعاة إجازات الأمومة والحضانة وأماكن العمل الآمنة وفرص التدريب الأكثر للمرأة وتوفير أطر قانونية لعملها وترقيتها، ومحاربة الصورة النمطية والمسيئة للمرأة بعملها وخصوصاً في الإعلام.
نضال الشيخ _ نينار برس