غصون أبو الذهب syria press_ أنباء سوريا
صراع صفاء مع سرطان الدم اصطدم بجدار مشكلة قانونية تحول بينها وبين علاجها، قصة صفاء هي قصة الكثير من السوريات اللواتي خرجن من سوريا بحثاً عن علاج حالاتهن الصحية، ليواجهن عوائق قانونية حرمتهن من العلاج.
تتلخص مشكلة صفاء في أنها لا تستطيع دخول أي مشفى في إسطنبول، لأن بطاقة الحماية المؤقتة”الكيمليك” الخاصة بها صادرة من كيليس، لكن المشافي لا تقبل إلا بالبطاقة الصادرة عن اسطنبول.
قصة صفاء
السيدة صفاء روت لـ “سيريا برس” قصة معاناتها المركّبة خلال السنوات التسع الماضية، قائلة :”تعرض زوجي للاعتقال من قبل النظام السوري عام 2012 ومات تحت التعذيب، وبعدها ذلك بفترة قصيرة أُصبت بسرطان الدم “اللوكيميا”، مما اضطرني للعلاج الكيماوي، وأخذت عشر جرعات كيماوية في أحد مشافي سوريا، ثم اضطررت للذهاب إلى تركيا لإكمال علاجي”.
تمكّنت صفاء من دخول تركيا مع أولادها بشكل قانوني، وحصلت على بطاقات حماية مؤقتة لها ولأولادها من ولاية كيليس التركية.
وفقاً للمـادة 3 مـن قانـون الحمايـة المؤقتـة في تركيا، يجـب تصنيـف كل مـن “القاصريـن غيـر المصحوبيـن بذويهــم، وذوي الإعاقــة، وكبــار الســن، والحوامــل، والوالــد أو الوالــدة المصحوبيــن بأطفــال، إضافـة إلـى ضحايـا التعذيـب والاعتـداء الجنسـي وغيـره مـن أشـكال العنف ضمـن صاحب الاحتياجات الخاصـة”.
عن مراحل معيشتها في تركيا، تتحدث صفاء :”عشت فترة مع أولادي في سكن مخصص للأيتام في مدينة الريحانية وبقيت فيه سبعة شهور، ولم أكن مرتاحة فيه، وانتقلت إلى إسطنبول لإكمال علاجي، ولم أستطع إكماله بسبب وضعي المادي، وأنا لا أستطيع أن أعمل بسبب وضعي الصحي”.
تفاجأت صفاء بواقع لم يكن بعين الحسبان بعد انتقالها إلى اسطنبول، حيث أن التداوي في المشافي الحكومية محصور بحاملي بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة عن ولاية إسطنبول، وحتى المراكز الصحية المخصصة للسوريين “مراكز المهاجرين” تم تطبيق القرار ذاته عليها.
تشرح صفاء مشكلتها في إسطنبول قائلة :”لا أعرف أين من الممكن أن أذهب في إسطنبول لمساعدتي بالحصول على العلاج الكيماوي، وأكبر أسباب معاناتي هو الكيمليك، لأنني أحمل كيمليك صادر عن كيليس، ولم أستطع نقله إلى إسطنبول، وأتمنى أن تساعدني جهة في نقل الكيمليك من كيليس إلى إسطنبول لأكمل علاجي وأحصل على مساعدات لأتمكن من الإنفاق على أولادي، حيث أنه عندي ثلاثة أولاد جميعهم صغار”.
تفاقم الوضع الصحي السيئ للسيدة صفاء، وبدأت آثار سرطان الدم تستشري في جسدها، في ظل عجز تام عن حصولها على العلاج الذي تحتاجه بكافة أشكاله.
عن متاعب الحصول على العلاج تتحدث صفاء :”يدي تتعب كثيراً وكذلك رجلي، وصورتها صورة رنين مغناطيسي منذ فترة بناء على طلب طبيب خاص، وقال الطبيب إن رجلي تحتاج لعلاج فيزيائي، ولم أستطع أن أجري لها العلاج المطلوب بسبب مشكلة الكيمليك وسوء وضعي المادي”.
يحصل السوريون في تركيا حاملو بطاقة الحماية المؤقتة على العلاج المجاني أو شبه المجاني في المشافي التركية الحكومية، وفق ما أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لكن إلزام السوريين بالعلاج في الولايات التي حصلوا منها على حق الحماية المؤقتة يشكّل عائقاً أمام تلقي بعضهم العلاج الذي يحتاجون إليه.
نقل بطاقة الحماية المؤقتة من أجل الحصول على العلاج الكيماوي والفيزيائي، هو كل أمنيات السيدة صفاء لتستطيع مواجهة سرطان الدم “اللوكيميا” والاستمرار في رعاية أطفالها الصغار، وحالة صفاء ليست حالة فردية، إنما هي نموذج لسيدات سوريات أخريات من الحاصلات على الحماية المؤقتة اللواتي تعانين من ظروف مادية سيئة وتمنعهن بعض القرارات من تلقي العلاج.
غصون أبو الذهب _ سيريا برس
‘‘تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان” بتمويل من برنامج عالم كندا Global Affaris Canada‘‘