المساواة بين الرجل والمرأة، أم العدالة في الإمكانات، هي ما يحكم التساؤلات العامة، بقضية الكوتا النسائية، ومدى إمكانية تحقيقها، أو حتى أسس العمل عليها. ولهذا أردنا سبر عمق هذه الفكرة في وعي نخب سورية من أجل الحصول على مؤشرات تقريبية تخدم تعميق فكرة المساواة بين الرجل والمرأة.
قانون يفرض الوجود السياسي للمرأة
الصحفية والناشطة السياسية والحقوقية مزن مرشد، تحدثت بداية عن خلفية مجتمعنا السوري بشكل عام والذي يحترم المرأة إجمالاً لكن سواده لا يقتنع بها سياسياً وإن تقبلها في مهن الطب والمحاماة في عشرين السنة الأخيرة التي سبقت الثورة، لكن رسوخ صورة المرأة العاملة فقط كمعلمة نمطت صورة المرأة في المناطق الأكثر بعداً عن المدن وفي المناطق الأكثر التزاماً أو كما وصفتها “جدلاً بتعصباً”.
وأضافت الصحفية السورية إن هذه الحالة بالضرورة تستلزم قانوناً ضابطاً يفرض الوجود السياسي للمرأة ضمن شروط مهنية (كوتا) وتثبّت هذه النسبة في الدستور السوري كشرط أساسي لتصبح مع الوقت حالة مقبولة مجتمعياً وطبيعية، عندها فقط أي بعد هذه الممارسة وفرضها يمكن ضمان أن يكون الالتزام بالكوتا خياراً محققاً وليس فرضاً.
أما فيما يخص المساواة بين الجنسين فترى الناشطة السياسية والحقوقية أن النص التشريعي هو من ساهم وعمق في ظلم المرأة مكرساً الحيف الاجتماعي الذي وقع عليها، كذلك وجود بعض قليل ممن تصدر المشهد السياسي السوري ومن المفروض أن يكون أحد المساهمين في قوانين سوريا الجديدة، يعتقدون أن وجود النساء في السياسة سيكون خراباً على البلاد وإن كانوا يشركون قلة من النساء معهم في العمل فهو من أجل الرأي العام الغربي لا أكثر، وكل هذا يحتاج الكثير من العمل المشترك بين كل من له أي تأثير في التخطيط لسوريا المستقبل ليضمن أن تكون بلاد المواطنة والمواساة والقانون.