Array

القوات الأمريكية تعيد انتشارها في شمال شرق سورية وتقوم بجولات تفقدية على الحقول النفطية

قامت القوات الخاصة الأمريكية أمس , بجولة لتفقد حقول النفط في منطقة رميلان بريف الحسكة شمال شرق سورية كما جالت الدوريات الأمريكية مع ميليشيات حزب العمال الكردستاني في عدد من حقول النفط بمنطقة القحطانية لتعود إلى منطقة رميلان في مثلث الحدود التركية السورية العراقية وفقا لوكالة رويترز , وأفادت مصادر محلية ونشطاء في المنطقة بأن الدورية الأمريكية جالت مع عناصر من ميليشيات “الكردستاني” في عدد من حقول النفط بمنطقة آليان والرميلان وقرى آلاقوس ، وكان برفقتهم وزير البترول في “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب العمال الكردستاني , وأضافت المصادر أن الدورية الأمريكية سلكت الطرق القريبة من الحدود التركية أثناء عودتها إلى رميلان , على الرغم من أن هذه المنطقة باتت بموجب المعارك والاتفاقات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة ، واقعة بالمبدأ تحت سيطرة القوات الروسية وقوات الأسد

وبعد نحو شهر من انسحابها من مواقعها في شمال سورية بدأت القوات الأميركية إعادة انتشارها في عدة مواقع شمال شرقي سورية , وبعد تراجع الرئيس دونالد ترامب عن قراره السابق بسحب كل جنوده ، ثم إعلانه إبقاء بعضهم للسيطرة على حقول النفط عززت القوات الأميركية وجودها بمعدات عسكرية ثقيلة وأخرى لوجيستية ، قرب حقول النفط والغاز ومواقع أخرى كانت قد انسحبت منها سابقا قرب الحدود مع تركيا , وقالت مصادر المعارضة السورية أمس أن ثمة تحضيرات أميركية في شمال وشرق سورية لبناء ثلاث قواعد عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي , وأكدت المصادر أن الهدف من القواعد هو الاحتفاظ بسيطرة على المجال الجوي للمنطقة ، إضافة إلى السيطرة على المنشآت النفطية.

وتأتي هذه التحركات، استنادا إلى خطط واشنطن لإدارة حقول النفط والغاز، بالرغم من الانسحاب من قواعد عسكرية في عين العرب ومنبج وعين عيسى ، في ريفي حلب والرقة , فيما أكدت مصادر أعلامية تابعة لميليشيات “الكردستاني” أن قافلة ضخمة من الشاحنات برفقة مصفحات عسكرية أميركية تحركت من منطقة صوامع العالية جنوب تل تمر بمحافظة الحسكة ، باتجاه قاعدة صرين في عين العرب بريف حلب ، وذلك على الطريق الدولي ، الذي سيطر الجيش التركي والجيش الوطني السوري على أجزاء منه مؤخرا ضمن عملية “نبع السلام” , وكان لافتا خلال الأيام الماضية ، اختلاط الأرتال العسكرية في شمال شرقي سورية بين القوى العسكرية المتعددة ، حيث شوهدت في أحيان كثيرة المدرعات الأميركية وهي تجتاز نظيراتها الروسية أو قوات الأسد

ويوم الجمعة الماضي , شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رغبته في عودة الجنود الأمريكان الموجودين بسورية إلى منازلهم ، مضيفًا “وليراقب الحدود التركية السورية آحرون غيرهم , ولقد قمنا بتأمين حقول النفط. فأنا أحب النفط. ونحن نتعاون مع الأكراد (في إشارة لميليشيات حزب العمال الكردستاني)” , وتابع في تصريحات صحفية أدلى بها من البيت الأبيض “كما نعمل مع تركيا ، والعديد من الدول الأخرى” , وفي 9 أكتوبر تشرين الأول الماضي علق الجيش التركي عملية “نبع السلام” ضد ميليشيات “الكردستاني” بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة

وذكرت مصادر محلية أنّ قوات أمريكية تمركزت في مدينة عين العرب بعد إخلاء مواقعها في منطقة “نبع السلام” ، ثم أعادت تمركزها وبناء قاعدة عسكرية جديدة لها غربي محافظة الرقة , وأشارت وكالة الأناضول , إلى وصول قافلة عسكرية أمريكية مؤلفة من ناقلة جنود مدرعة، وكاسحة ألغام، وسيارة “بيك آب” إلى قاعدة جزرة العسكرية الجديدة غربي الرقة، والتي تضم بين 25 و30 جنديا أمريكيا , وقال المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة، الكولونيل مايلز كاجينز، ردا على سؤال عن تحركات قواته في سورية : “كل العمليات العسكرية للتحالف تتم دون مواجهة مع القوات الأخرى العاملة في المنطقة” , وأضاف ، “بدأنا في إعادة انتشار لقوات التحالف إلى منطقة دير الزور بالتنسيق مع شركائنا في قوات سورية الديموقراطية لزيادة الأمن ومواصلة مهمتنا لهزيمة فلول داعش”، بحسب “رويترز”

وتقع أهم حقول النفط والغاز السورية في محافظتي دير الزور والحسكة، حيث تسيطر القوات الأميركية على حقل العمر النفطي ، الذي يعد أكبر حقول النفط في سورية مساحة وإنتاجا , كما تسيطر على حقل التنك ، وهو ثاني أكبر الحقول ، ويقع في بادية دير الزور الشرقي , بالإضافة إلى حقل كونيكو للغاز، وهو يضم أكبر معمل لمعالجة الغاز في سورية ، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع بريف دير الزور الشمالي , ويقدر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل نفط يوميا ، وكان إنتاجها نحو 386 ألف برميل يوميا في عام 2010، في وقت كان استهلاك سورية نحو 250 ألف برميل يوميا، بحسب موقع “بزنس انسايدر” الاقتصادي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
Exit mobile version