أخلت القوات الأميركية أمس قاعدتها في “خراب الجير” الواقعة في منطقة المالكية بالقرب من الحدود السورية العراقية التركية بعد نحو 6 أشهر من وجودها في القاعدة شمال شرق الحسكة , وأشارت مصادر أهلية في المنطقة بحسب وكالة الانباء السورية (سانا) في الحسكة إلى أن القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة “خراب الجير” بدأت بإخلاء القاعدة بشكل نهائي امس ، حيث خرجت نحو 40 شاحنة تحمل معدات عسكرية وعربات واتجهت إلى قرية السويدية القريبة من معبر الوليد غير الشرعي تمهيدا للانسحاب باتجاه الأراضي العراقية.
وذكرت مصادر محلية في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة أن 50 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجستية للقوات الأميركية غادرت قاعدتها في مدينة الشدادي واتجهت شمالا عبر الطريق الشرقي الواصل إلى ناحية الهول بالريف الشرقي للحسكة تمهيدا للانسحاب إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد في ريف بلدة اليعربية , كما أشارت المصادر إلى أن عددا من الشاحنات التي خرجت من مدينة الشدادي كانت قادمة من مقرات القوات الأميركية في ريف دير الزور الشرقي.
وفي وقت سابق عادت القوات الأميركية إلى كل القواعد التي انسحبت منها في محافظة الحسكة ، وقاعدة صرين جنوبي مدينة عين العرب ، وأشارت مصادر إعلامية في 9 نوفمبر تشرين الثاني الماضي إلى أن واشنطن غيرت فقط خارطة انتشار قواتها في شمال شرق سورية ، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب قرار سحب جنوده , وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء , في تقرير موسع لها ان الجيش الأميركي عزز وجوده قرب حقول النفط , وتابع التقرير أن القوات الأميركية أخلت أكثر من نصف قواعدها في سورية خلال عملية “نبع السلام” ، إلا أنها عادت مجددا إلى بعض تلك القواعد.
وأشار مصادر محلية الى أن القوات الأميركية بانسحابها من كل قواعدها ونقاطها في الرقة ومنبج وعين العرب ، أبقت على وجودها في دير الزور الغنية بالنفط ، وقواعدها في الحقول النفطية بالحسكة. وأضاف أن الجيش الأميركي عاد إلى 6 قواعد ونقاط عسكرية بعد توقف العملية العسكرية التركية , كما أعادت قواتها إلى قاعدة جزرا في الرقة، وأرسلت عددا قليلا من الجنود من أجل حماية قاعدة معمل السكر، في وقت لم تعد فيه إلى منبج أبدا , وكشفت مصادر إعلامية أمريكية عن أن القوات الأميركية بدأت في بناء قاعدتين بدير الزور، مطلع الشهر الجاري، وأرسلت تعزيزات إلى تلك المناطق بلغ قوامها بين 250 و300 جندي، إضافة إلى آليات ومصفحات وراجمات صواريخ.
وفي سياق متصل كشف مسؤول عسكري أمريكي أن وزارة الدفاع الامريكية “بنتاغون” تدرس حاليا تعديلات محتملة لمواقعها الدفاعية في الشرق الأوسط بعد شن إيران ضربات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق , وقال المسؤول ، في حديث لوكالة “رويترز”، مساء الخميس ، أن الولايات المتحدة توقعت أن إيران ستشن على الأرجح عمليات انتقامية لقتل قائد “فيلق القدس” للحرس الثوري الإيراني ، اللواء قاسم سليماني، في دول أخرى وليس في العراق , وذكر المصدر أن الجيش الأمريكي يعمل حاليا على دراسة إجراء تعديلات محتملة في تمركزه “الدفاعي” بالمنطقة بعد أن أظهرت إيران استعدادها لمهاجمة قوات الولايات المتحدة في العراق.