أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري محادثات في سوتشي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تتضمن العلاقات الثنائية بما فيها سوريا وأوكرانيا.
وأوضح بيسكوف في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، أن أردوغان سيجري زيارة عمل إلى روسيا، يوم الجمعة القادم، وستجري مباحثات بين الرئيسين في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وستتناول قضايا العلاقات الثنائية، بما فيها الاقتصاد والمشكلات الإقليمية، وهي سوريا وأوكرانيا.
العملية العسكرية التركية
وستكون العملية العسكرية التركية المتوفعة شمال سوريا، وملف إدلب، أبرز عناوين القمة بين الرئيسين أردوغان وبوتين فيما يخص الأزمة السورية.
ونقل موقع “ميديا لاين” الأميركي عن الخبيرة في الشؤون التركية والروسية، داريا إيساتشينكو، قولها إن “الرئيس التركي سيذهب إلى سوتشي لأنه يريد شيئاً روسيا”، مضيفة أنه “على الأرجح الأمر متعلق بسوريا”.
وقالت إيساشينكو إن أردوغان “يسعى للحصول على موافقة روسية للعملية العسكرية التي تنوي أنقرة شنها في سوريا، ومناقشة التفاصيل المتعلقة بها، مثل المنطقة ومدى اتساعها.”
وأواخر أيار الماضي، أكد الرئيس أردوغان عزم بلاده على تنفيذ عمل عسكري لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلومتراً شمال سوريا، وذلك انطلاقاً من تل رفعت ومنبج.
ومن المتوقع أن تشمل العملية التركية عدة مواقع ذات أولوية كبيرة وتنطلق منها هجمات تسببت خلال الأشهر الماضية بمقتل وإصابة العديد من جنود الجيش التركي، مثل عين العرب شرق حلب، وتل تمر بريف الحسكة وعين عيسى شمال الرقة.
ملف إدلب
من جانبه، تحدث أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور سمير صالحة، عن أن اللقاء التركي الروسي سيشمل دون أدنى شك موضوع إدلب بشقها المتعلق بالتفاهمات التركية الروسية القديمة والمجمدة أيضا.
وأشار صالحة في مقال له عبر تلفزيون سوريا قبل أيام، “أن المجموعات الراديكالية في إدلب تحاول تبديل لباسها فهل سيكفي موسكو ذلك أم هي تريد تنازلات أكبر طالما أن الحديث يدور عن تسويات سياسية في ملف الأزمة السورية بأكملها”.
وبحسب صالحة، “هناك مسائل تنتظر الحلول مثل الدوريات المشتركة بين الطرفين وخطوط التماس تم التفاهم حولها لكنها لم تفعل كما ينبغي. على النظام أن لا يعتبر قوى المعارضة السورية المعتدلة تنظيمات إرهابية كما تقول أنقرة. فهل سيطبق ذلك على القوى المسيطرة في إدلب”.
وكان أردوغان وبوتين توصلا لاتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب في 5 آذار 2020، والذي نص على تسيير دوريات مشتركة روسية تركية بين قريتي الترنبة شرقي إدلب وعين حور بريف إدلب الجنوبي الغربي.
لكن بند تسيير الدوريات على الطريق الدولي قابله رفض من قبل ناشطين وعسكريين اعتصموا على الطريق، ومنعوا مرور القوات الروسية.
وسيّرت تركيا وروسيا خمس دوريات مشتركة، لكنها كانت مختصرة، واقتصرت على المسافة بين قرية الترنبة وبلدة النيرب جنوب شرقي إدلب.