وثّقت منظمة العفو الدولية، تعرض مهاجرين سوريين وعراقيين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا، لعمليات صد وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على الحدود البيلاروسية – البولندية.
وقالت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن أشخاصاً، بما فيهم عائلات لديها أطفال، جرى إجبارهم مرارًا وتكرارًا على عبور الحدود في ظروف خطرة من قبل كل من بيلاروسيا والسلطات البولندية.
وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات شملت 66 مواطناً عراقياً و7 سوريين، ورجلاً لبنانيا وسودانيا، وبلغت الشهادات ما مجموعه 192 شخصًا متضررًا.
حرمان من الطعام لأسابيع
وأكدت المنظمة حرمان المهاجرين من الطعام والماء والمأوى والصرف الصحي، فضلاً عن سرقة الهواتف والمال أو الابتزاز مقابل رشاوى من قبل أفراد القوات البيلاروسية.
وتحدث بعض من المهاجرين للمنظمة، عن أنهم تُركوا بلا طعام لأيام، أو بكميات قليلة من الماء أو الخبز، وبلا مأوى أو صرف صحي، كما إنه لم يُسمح لهم بمغادرة منطقتي “التجمع” و “الشريط الحدودي” إلا بعد دفع رشاوى.
وبقيت عائلة سورية قابلت منظمة العفو الدولية في منطقة التجمع لمدة 20 يوماً، حيث كانوا يأكُلون مرة واحدة فقط في اليوم، وفي إحدى المرات لم يستطيعوا إطعام أطفالهم لمدة 24 ساعة.
ووصف الأب محنة عائلته للمنظمة بالقول: “كنا شبه فاقدين للوعي في بعض الأحيان وكنا جائعين وعطشى ولم نجد أي مساعدة، لا من الجنود البولنديين ولا البيلاروسيين”.
انتهاكات جسدية وتهديد بالكلاب
وشهد أولئك الذين قابلتهم المنظمة أنهم واجهوا هذه الانتهاكات من قبل القوات البيلاروسية في أثناء انتقالهم من العاصمة مينسك إلى حدود بيلاروسيا مع بولندا ولاتفيا وليتوانيا، حيث تم مطاردتهم من خلال الكلاب وإجبارهم على السير عبر الأنهار المتجمدة من قبل السلطات البيلاروسية.
وقال رجل عراقي لمنظمة العفو الدولية: “كان لدى البعض (البيلاروسيين) حلقات ملاكمة بأصابع حديدية وأحذية ذات رؤوس فولاذية (..) ضربونا بينما كنا مستلقين على الأرض، بالهراوات وأعقاب البنادق وهددونا بالكلاب”.
بينما روى سوري كان ضمن مجموعة قوامها قرابة 80 شخصًا تجربته بالقول: “كان هناك نحو عشرة جنود بيلاروسيين وكان معهم أربعة كلاب وقالوا لنا إن لم نركض بسرعة سنتعرض للعض؛ وبعد أن طاردونا نحو 200 متر، تركونا في المنطقة العازلة وسط الغابة، بينما نزف بعض المهاجرين ممن عضّتهم الكلاب”.
بولندا تجبر الداخلين على العودة
كما وثّقت منظمة العفو الدولية عدة حالات لأفراد تمكنوا من الذهاب أبعد من ذلك إلى الأراضي البولندية، بما في ذلك المشي لأيام قبل أن يتم القبض عليهم من قبل سلطات إنفاذ القانون البولندية بعد أيام قضوها دون طعام أو مأوى.
وقال رجل سوري سافر مع زوجته وطفليه لمنظمة العفو الدولية، إن أفراد القوات البولندية وضعوه هو وعائلته داخل شاحنة عسكرية: “كانت كبيرة بما يكفي لـ 50-60 مهاجراً وقادوها نحو ساعة واحدة. ثم أعادونا إلى المنطقة العازلة. في الشاحنة كان جندي يستمع إلينا وهو يتحدث واستخدم رذاذ الفلفل ضدنا.. وبكى ابني وابنتي قرابة الساعة”.
ورغم أنّ قوات الأمن البولندية شهدت بوضوح سوء معاملة طالبي اللجوء والمهاجرين على الجانب البيلاروسي، ومع ذلك ما تزال تعيدهم عبر السياج الحدودي، وفقاً للمنظمة.
وبحسب الاتحاد الأوروبي، حاول 7935 شخصاً دخول دول الاتحاد عبر حدوده مع بيلاروسيا خلال العام الجاري، في حين يتهم الاتحاد الأوروبي، رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بتنسيق وصول موجة المهاجرين إلى أوروبا، وذلك رداً على العقوبات الأوروبية على نظام حكمه.
وكان الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات قبل أيام على كيانات بسبب أزمة المهاجرين عند الحدود البيلاروسية- البولندية، منها شركة “أجنحة الشام” للطيران، وشركة الطيران الوطنية الروسية “بيلافيا”.