دعا العاهل الأردني، عبد الله الثاني، إلى توفير نهج تنموي دولي جديد من أجل التصدي لتبعات أزمة اللجوء، مؤكدًا استمرار تقديم الخدمات للاجئين السوريين رغم انخفاض الدعم المقدم لبلاده.
و قال ملك الأردن، إن بلده “مستمر بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والإنسانية للاجئين السوريين، رغم الانخفاض الحاد بالمساهمة الدولية في خطة الاستجابة الأردنية لأزمة اللجوء”.
وأضاف في كلمة من نيويورك، بأن “جهود الأردن وغيره من الدول المضيفة لا تعفي المجتمع الدولي من مسؤولياته تجاه اللاجئين”.
وشدد على ضرورة اتباع أسلوب جديد يقوم على تنمية تدعم تبعات أزمة اللاجئين على الدول المستضيفة.
احتياجات اللاجئين
وفي 29 من آب الماضي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن عن تسلّمها 200 مليون دولار من مجموع موازنتها السنوية المخصصة لاحتياجات اللاجئين، والبالغة 405 ملايين دولار لعام 2021.
ونقلت قناة “المملكة” الأردنية عن تقرير للمفوضية، أن قيمة المساعدات المالية المتسلّمة تمثل 49% من إجمالي موازنة العام الحالي، وبعجز مالي يُقدّر بـ205 ملايين دولار.
وأشار تقرير المفوضية إلى أن التمويل الحالي لا يشمل المساعدات المخصصة للفلسطينيين في الأردن، الذين حددت الأمم المتحدة مساعداتهم عبر “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا).
اللاجئين السوريين والأثر على الأردن
وسبق أن تحدث الملك الأردني، عبد الله الثاني، ضمن مقابلة مع شبكة “CNN”، في تموز الماضي، أشار فيها إلى أن اللاجئين السوريين في الأردن لن يتمكنوا من العودة في أي وقت قريب، فواحد من كل سبعة أشخاص في الأردن هو لاجئ سوري.
واعتبر أن اللاجئين كان لهم الأثر الأكبر على الأردن، ما أدى إلى معاناة الشعب الأردني، والبطالة مرتفعة جدًا، ولدى الأردنيين تخوفات مشروعة بسبب صعوبة ظروف معيشتهم، وقدم المجتمع الدولي المساعدة، ولكن في أفضل الأعوام أسهم في تغطية 40- 45% من التمويل المطلوب، وتمت تغطية ما تبقى من ميزانية الدولة، حسب الملك الأردني.
كما تحدث رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، عن أن بلاده تتعامل مع ملف اللجوء السوري وتكلفته بـ”صعوبة كبيرة”، إذ التزم المجتمع الدولي بـ7% فقط من المتفق عليه مع الأردن تحت عنوان “تقديم الرعاية لعدد اللاجئين السوريين الضخم في المنطقة”.
ورأى أن مصالح الدول المحيطة بسوريا والمجتمع الدولي “تتطلب بقاء قصة اللجوء السوري في واجهة الأحداث، وهي قصة ينبغي أن تبقى محكية في العالم، ولا يُقلل من أهميتها وموقعها في سلّم الأولويات تلك المبادرات ذات البعد الإنساني أو القانوني هنا أو هناك”، حسب قوله.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن مليون و300 ألف سوري، منهم 670 ألف سوري مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 79 في المئة منهم يعيشون في المجتمعات المضيفة، بينما يعيش 21 في المئة في المخيمات.
وقدرت الحكومة الأردنية في وقت سابق، احتياجات الحالة الإنسانية للسوريين هذه السنة في أراضي المملكة بنحو 2.4 مليار دولار.