قال ناشطون وشهود إن طائرات روسية قصفت اليوم عدة بلدات في محافظة إدلب بشمال غرب سورية للمرة الأولى منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع تركيا قبل يومين , وقالوا إن بلدتي خان السبل ومعصران وعدة بلدات أخرى في محافظة إدلب استُهدفت بعد توقف دام يومين للضربات الجوية على المناطق المحررة التي تعرضت للقصف المكثف لأكثر من شهر في هجوم جديد شنته قوات الأسد وحلفاءه , وأكد ناشطون إن الضربات الجوية الروسية بددت الهدوء النسبي الذي أعطى الناس متنفسا بسيطا على مدى يومين من الغارات اليومية
وفي وقت لاحق يوم الأربعاء قصفت قوات الأسد والقوات الجوية الروسية حسبما أفاد شهود عيان اثنتين من الأسواق الرئيسية إحداهما في إدلب حيث استشهد 15 ومدنياً وإصابة العشرات بينهم اطفال ونساء , وأظهرت لقطات بثها ناشطون عددا من الجثث المتناثرة في الشوارع المليئة بالحطام , وقالت منظمة الدفاع المدني السوري ” الخوذ البيضاء” إن ثلاثة مدنيين آخرين قتلوا في هجمات على عدة بلدات أخرى منذ استئناف القصف الجوي على منطقة “خفض التصعيد” التي أقيمت ضمن اتفاق بين روسيا وتركيا عام 2018.
وفر مئات الآلاف من الأشخاص من محافظة إدلب في الأسابيع الأخيرة حيث قصفت الطائرات الروسية ومدفعية قوات الأسد , البلدات والقرى المحررة , وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة هذا الشهر إن الوضع الإنساني تأزم مع نزوح ما لا يقل عن 300 ألف مدني في محافظة إدلب ، لينضموا إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من معارك سابقة إلى المخيمات القريبة من الحدود مع تركيا , وجعل الهجوم الأخير الحملة العسكرية التي تقودها روسيا على مسافة أقرب إلى المناطق المكتظة بالسكان في محافظة إدلب ، حيث يعيش قرابة ثلاثة ملايين شخص تحت الحصار، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفقا للأمم المتحدة.
وأعلنت موسكو هذا الأسبوع أنها فتحت ثلاثة ممرات للسماح للأشخاص في محافظة إدلب بالخروج من الحصار إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد , ويقول السكان إن عددا قليلا من الناس عبروا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام ، بسبب الخوف من الانتقام ، بينما توجه معظمهم للمناطق الآمنة نسبيا قرب الحدود التركية , ويخشى العديد من سكان المناطق المحررة من عودة حكم نظام بشار الأسد ويتطلعون إلى تركيا لوقف الحملة التي تقودها روسيا والتي أسفرت عن مقتل المئات وترك العشرات من البلدات والقرى في حالة خراب