الصليب الأحمر يسجل 22 ألف مفقود خلال الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه في سورية منذ 9 سنوات

كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولية عن تسجيل 22 ألف مفقود خلال الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه في سورية منذ نحو 9 سنوات , ونقلت وكالة “تاس” عن مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الحمر، دومينيك شتيلهارت ، قوله إن “ملايين الناس اضطروا لمغادرة منازلهم، و500 ألف قُتلوا، وعشرات الآلاف خُطفوا وهم في عداد المفقودين”، مؤكدا أن إدارة الصليب الأحمر سجلت 22 ألف مفقود، وأن أقارب المفقودين طلبوا من الصليب الأحمر المساعدة في البحث عنهم , وأفاد شتيلهارت بأن الصليب الأحمر الدولي لا يزال يبحث عن 3 موظفين تابعين له فُقدوا في وقت سابق.

وقالت رئيسة مشروع “البحث عن المفقودين” الذي أطلقته اللجنة الدولية ، السيدة “كارولين دويليز”: “استنادًا إلى خبرتنا الطويلة في هذا المجال نحن نعلم مدى احتياج العائلات لمعرفة ما حدث لأحبائها”. وأضافت قائلة : “يأتي هذا الاجتماع في وقت مواتٍ، وذلك بالنظر إلى اعتماد مجلس الأمن الدولي في يونيو/حزيران القرار رقم 2474 بشأن المفقودين في النزاع المسلح، برعاية مشتركة من 69 دولة. لذا، يمكننا معًا أن نعمل من أجل تحسين البحث عن المفقودين عن طريق تبادل أفضل الممارسات ووضع خطوط إرشادية وتوصيات تقنية أفضل”.

وفي 03 أيلول / سبتمبر الماضي عقد الصليب الأحمر في البحر الميت اجتماع عمل الخبراء الدولي لمناقشة سبل تحسين البحث عن المفقودين ، بمن فيهم ضحايا الاختفاء القسري، بمشاركة أكثر من 50 خبيرًا وممثلًا للضحايا من أنحاء العالم. ونظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الاجتماع بالشراكة مع المؤسسة السويسرية للسلام “سويس بيس” , وفي نيسان / أبريل اعتمدت “اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري” التابعة للأمم المتحدة “المبادئ التوجيهية للبحث عن الأشخاص المختفين”، وهي مَعلم مهمّ في هذه الجهود.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في الأردن السيد “يورغ مونتاني”: “إن العدد المتزايد للأشخاص المفقودين في الشرق الأوسط ليس سببه النزاعات الحديثة في سورية واليمن فحسب ، ولكن أيضًا الحالات التي لم يُحدَّد مصيرها من نزاعات سابقة، مثل تلك الموجودة في العراق وإيران والكويت ولبنان”. وأضاف السيد “مونتاني” قائلًا : “وتعاني عائلاتهم معاناة رهيبة. والاجتماع المنعقد في الأردن، بعد أقل من أسبوع من اليوم العالمي للمفقودين، هو بمثابة تذكير بأنه يجب علينا ألا ندخر وسعًا لإحراز تقدم في هذه القضية من أجلهم”.

ومشروع “البحث عن المفقودين” الذي أطلقته اللجنة الدولية هو مبادرة مدتها أربع سنوات لإنشاء منصة ممارسة عالمية، ومعايير فنية مشتركة لمعالجة قضية المفقودين ودعم أسرهم على نحو أفضل , وتأمل الأمم المتحدة بحل قضية المفقودين والمعتقلين في سورية , وأن ينعكس إحراز التقدم في عمل اللجنة الدستورية على جوانب أخرى يتضمنها القرار الدولي 2254 الصادر نهاية العام 2015، لا سيما إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وفقاً للدستور الجديد , وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون , إنه يعتبر العمل على قضية المعتقلين والمفقودين والمخطوفين , قضية مهمة وجوهرية بالنسبة له.

وفي تقرير سابق قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ، إن فروع مخابرات الأسد تقوم باعتقال تعسفي واختطاف وتحرش بالأفراد في المناطق التي سيطرت عليها من فصائل الثورة المسلحة , وتنقل عن لمى فقيه ، مديرة برنامج الشرق الأوسط في المنظمة قولها إن “العمليات العسكرية انتهت في معظم سورية ، ولكن لم يتغير شيء في الطريقة التي تتعامل بها فروع المخابرات مع حقوق معارضي حكم الأسد” , وأضافت : “غياب الإجراءات القانونية والاعتقال التعسفي والتحرش حتى في ما يسمى مناطق المصالحة أكثر وضوحاً من وعود الحكومة الفارغة بالعودة والإصلاح والمصالحة”

وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن العديد من المعتقلين، وأغلبهم من دون تهم ، قد وقعوا “اتفاقيات مصالحة” مع الحكومة في إجراء مصمم لتشجيع عودة الناشطين والمقاتلين السابقين , ويذكر التقرير أن الاعتقالات جاءت على خلفية الخدمة العسكرية الإلزامية ، أو التواصل مع أقارب في الشمال الخارج عن سيطرة نظام الأسد ، إضافة إلى “اتهامات شخصية” , وشهدت سجون نظام الأسد مقتل الآلاف من المعتقلين منذ بدء الانتفاضة السورية عام 2011 , ووصف تقرير منظمة العفو الدولية سجن صيدنايا العسكري بأنه مكان “للقتل والتعذيب والإخفاء القسري والإبادة” التي جرت فيه لعدة سنوات “كجزء من هجمة منظمة على المدنيين”.

وتشير المجموعات الحقوقية إلى إعدام ما بين 5 آلاف و13 ألف شخص في سجن صيدنايا من دون محاكمة بين سبتمبر/ أيلول 2011 ، وديسمبر/ كانون الأول 2015 , ويقول كريستيان بنديكت ، مدير حملات الأزمات في منظمة العفو الدولية في بريطانيا : “أي شخص يشك النظام بعدم ولائه قد يكون هدفاً للاعتقال في نظام السجون الكارثي الخاص بالأسد ، حيث لا يزال التعذيب ممنهجاً ومنتشرا ، ويشمل هؤلاء الناشطين السياسيين والمتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والمحامين والأطباء وعمال المساعدات الإنسانية”.

وأضاف : “ليس الأمر مفاجئاً أن تستمر فروع مخابرات الأسد بتعذيب وظلم السوريين بغض النظر عن اتفاقيات المصالحة. يجب على الحكومات ووكالات الأمم المتحدة أن تأخذ الأمر على محمل الجد ، ومن دون ضغط فعال ، فإن ضمانات الأسد لا تعني شيئاً” , وتأتي هذه الاعتقالات بالتزامن مع دعوات من نظام الأسد للاجئين للعودة إلى سورية. ويوجد نحو 5 ملايين لاجئ سوري خارج البلاد ، يرى نظام الأسد في عودتهم مفتاحاً أساساً لنهاية الحرب ، وإعادة تطبيع وضعه في المجتمع الدولي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version