حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن ملايين السوريين مهددون بـ “خطر الانزلاق إلى الفقر واليأس” في ظل تحول اهتمام المجتمع الدولي لأزمات أخرى.
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، أمس الجمعة، إن “التأثير طويل المدى للأزمة أدى إلى تدهور البنية التحتية الحيوية”، مضيفاً أنه “عندما لا تتوافر المياه والصحة والكهرباء والتعليم، فإن ملايين السوريين يتعرضون لخطر الانزلاق إلى الفقر واليأس”.
وفي بيان لها، قالت اللجنة إن “الدمار الشامل والتدهور التدريجي للبنية التحتية الحيوية، مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية، أدى إلى إجهاد قدرة السكان على التأقلم”.
وأشارت إلى أن “سنوات الصراع وضعت شبكات مياه الشرب في المدن الكبرى في نقاط الانهيارـ ولا يزال 50 % فقط من أنظمة المياه والصرف الصحي تعمل بشكل صحيح في جميع أرجاء البلاد”.
طفولة بائسة
وفيما يتعلق بشمال شرق سوريا، قالت اللجنة إن “آلاف الأطفال يقضون طفولتهم في بؤس”، مضيفة أن “الوقت قد حان لإيجاد الإرادة السياسية للعمل قبل فقدان مزيد من الأرواح”.
ونوه البيان إلى أن ثلثي سكان مخيم الهول وهم من الأطفال، يعيشون في ظروف أقل بكثير من المعايير الدولية من حيث الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم.
ورحبت بعمليات إعادة العائلات المحتجزة في مخيمات شمال شرق سوريا، داعية الدول الغربية إلى أن “تتعلم بعضها من بعض، ومعالجة الأزمة بشكل جماعي”.
آثار خطيرة
ومن المتوقع أن تدفع الحاجة إلى الماء والغذاء والإمدادات الأساسية في شمال شرق سوريا، الأشخاص النازحين بالفعل إلى الهجرة مرة أخرى، وفق المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين الأممية، رولا أمين في تشرين الثاني الماضي.
ووفق أمين، تبرز الحاجة إلى حلول مستدامة وطويلة الأجل لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسوريا عبر الاستثمار في المشاريع التي من شأنها أن تساعد في التخفيف من تأثير أزمة المياه والجفاف والفقر، “وهذا لا يحدث في غضون شهر أو ثلاثة أشهر”.
وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي وهو رقم، إلى جانب معدلات سوء التغذية، سيزداد سوءًا مع الجفاف، بحسب دراسات الأمم المتحدة.