على عكس الضجيج الذي يرافق الصراع الدولي حول منطقتي شمال شرقي، وشمال غربي سوريا، فإن السويداء تصنف في الوقت الراهن كأبرز المناطق الجغرافية التي تشهد صراعاً دولياً صامتاً.
ليس سراً أن إسرائيل تولي الاهتمام الكبير للمحافظة والمكون الدرزي الذي يشكل أغلبيتها، في حين أن روسيا عملت خلال الأشهر الماضية على تعزيز حضورها العسكري في المشهد العام، وكذلك إيران لا يبدو أنها ستفوت فرصة النشاط في بقعة جديدة من الجنوب السوري المتاخم لإسرائيل.
روسيا تعزز حضورها في السويداء
عززت روسيا مؤخراً من حضورها العسكري في السويداء عن طريق نشر وحدات من الفرقة 15 خلال شهري تشرين الثاني، وكانون الأول 2021، بعد أن جرى استعادتها من محافظة درعا.
وبحسب مصادر ميدانية لموقع تلفزيون سوريا فإن تلك التعزيزات استقرت في كل من المربع الأمني والمشفى الوطني بالمدينة، ونقاط أخرى في الريف الشرقي بمنطقة البادية.
مصدر أمني مطلع أكد أن روسيا تضع ضمن أولوياتها إنهاء ملف الفصائل المحلية في المحافظة، التي شكلت ملجأ بالنسبة للشبان الرافضين الالتحاق بالخدمة الإجبارية في صفوف النظام السوري طوال السنوات الماضية، ولا مانع عندها من احتواء هذه الفصائل ضمن تفاهمات محددة، لكن الهدف في نهاية المطاف إنهاء ما تعتبره موسكو “نماذج دول داخل الدولة” في سوريا.
وأكد المصدر أن ملف المحافظة حاضر باستمرار في المباحثات الروسية – الإسرائيلية، إذ تتخوف تل أبيب من تمدد الميليشيات الإيرانية في السويداء في حال انتشار الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري فيها.
وتأتي حملات توزيع المواد التموينية التي تحاول الشرطة العسكرية الروسية تنفيذها بين الحين والآخر في إطار محاولات موسكو إحداث اختراق في المحافظة من البوابة المجتمعية، لكن هذه الجهود تصطدم برفض محلي، حيث رفضت الفعاليات في مدينة شهبا في شهر كانون الأول الماضي قبول مساعدات روسية.
“الدفاع الوطني” المرتبط بإيران يعود للنشاط في السويداء
منذ شهر آب من العام الماضي، عادت ميليشيا “الدفاع الوطني” إلى النشاط مجدداً، حيث دخل في مواجهات عسكرية في “الحريسة” بريف السويداء مع قوة “مكافحة الإرهاب” التي تصنف على أنها ذراع عسكري لـ “حزب اللواء السوري” المعلن عنه في تموز 2021، ويرفع شعار الانتقال السياسي في سوريا.
وأكد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أن ميليشيا “الدفاع الوطني” حصلت على تمويل جديد من ضباط في “حزب الله” اللبناني، بالتزامن مع عودتها إلى الواجهة في أحداث السويداء، وتناقش حالياً مع استخبارات النظام السوري إمكانية شن عملية عسكرية لإنهاء “قوة مكافحة الإرهاب” التي تتخذ من “الحريسة” أبرز معقل لها.
ويرتبط “الدفاع الوطني” في السويداء مع إيران منذ تأسيسه في عام 2013، حيث خضع لدورات تدريبية تحت إشراف ضباط من “الحرس الثوري” الإيراني، ومؤسسه “رشيد السلوم” يجري لقاءات مستمرة بقيادات من حزب الله اللبناني.
من جهة أخرى فإن “الحرس الثوري” الإيراني يحتفظ بنقطة تمركز له في مطار “الثعلة” إلى الغرب من مدينة السويداء 15 كيلومتراً.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي يناقش ملف الدروز في دول الجوار
ناقش قائد سلاح الجو الإسرائيلي “عميكام نوركين” ملف الدروز في دول الجوار مع الشيخ “موفق طريف” الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الأراضي الإسرائيلية، والذي يمتلك صلات مع المرجعية الدرزية في السويداء.
وأعلنت مصادر عبرية أن “نوركين” أطلع الشيخ طريف على قرار ترقية ضباط دروز يعملون في سلاح الجو الإسرائيلي، والتحاق دفعة جديدة من الطلاب بالمعاهد الهندسية التقنية الدقيقة والاتصالات.
اللافت أن هذا اللقاء أتى بعد قرابة أسبوعين من الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت مواقع محسوبة على إيران في ريف السويداء الغربي، ويبدو أن الإعلان عن زيارة الجنرال الإسرائيلي إلى الشيخ طريف، وكشف تفاصيلها من قبل الإعلام العبري، يهدف إلى التأكيد على شرعية الغارات الجوية الإسرائيلي، وإبراز الاهتمام البالغ بمحافظة السويداء.
ومن غير المستبعد أن تكون عودة الميليشيات العسكرية التابعة لإيران إلى واجهة المشهد في السويداء أمر مقصود من طرف روسيا، لأن هذا سيمنحها ورقة تفاوضية قوية مع الأطراف الدولية (تحديداً إسرائيل) لفرض تسوية جديدة في المحافظة الجنوبية السورية، في سيناريو مشابه للتلويح بورقة الفرقة الرابعة وميليشيات “الغيث” الموالية لإيران بوجه الأهالي في درعا، والفاعلين الدوليين، لدفعهم للقبول ببنود التسوية الجديدة في أيلول 2021، حيث أدارت موسكو التحركات العسكرية ورعت المفاوضات في آن واحد، التي انتهت بالاعتراف باليد العليا لروسيا وإن كان إعلامياً، مقابل تحجيم انتشار الفرقة الرابعة وقوات الغيث.
المعطيات السابقة تعني أن السويداء تتحول بالتدريج إلى ملف ساخن على الطاولة الروسية، وبالتالي فقد تكون مسرحاً لأحداث مهمة خلال الفترة المقبلة.
على عكس الضجيج الذي يرافق الصراع الدولي حول منطقتي شمال شرقي، وشمال غربي سوريا، فإن السويداء تصنف في الوقت الراهن كأبرز المناطق الجغرافية التي تشهد صراعاً دولياً صامتاً.
ليس سراً أن إسرائيل تولي الاهتمام الكبير للمحافظة والمكون الدرزي الذي يشكل أغلبيتها، في حين أن روسيا عملت خلال الأشهر الماضية على تعزيز حضورها العسكري في المشهد العام، وكذلك إيران لا يبدو أنها ستفوت فرصة النشاط في بقعة جديدة من الجنوب السوري المتاخم لإسرائيل.
روسيا تعزز حضورها في السويداء
عززت روسيا مؤخراً من حضورها العسكري في السويداء عن طريق نشر وحدات من الفرقة 15 خلال شهري تشرين الثاني، وكانون الأول 2021، بعد أن جرى استعادتها من محافظة درعا.
وبحسب مصادر ميدانية لموقع تلفزيون سوريا فإن تلك التعزيزات استقرت في كل من المربع الأمني والمشفى الوطني بالمدينة، ونقاط أخرى في الريف الشرقي بمنطقة البادية.
مصدر أمني مطلع أكد أن روسيا تضع ضمن أولوياتها إنهاء ملف الفصائل المحلية في المحافظة، التي شكلت ملجأ بالنسبة للشبان الرافضين الالتحاق بالخدمة الإجبارية في صفوف النظام السوري طوال السنوات الماضية، ولا مانع عندها من احتواء هذه الفصائل ضمن تفاهمات محددة، لكن الهدف في نهاية المطاف إنهاء ما تعتبره موسكو “نماذج دول داخل الدولة” في سوريا.
وأكد المصدر أن ملف المحافظة حاضر باستمرار في المباحثات الروسية – الإسرائيلية، إذ تتخوف تل أبيب من تمدد الميليشيات الإيرانية في السويداء في حال انتشار الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري فيها.
وتأتي حملات توزيع المواد التموينية التي تحاول الشرطة العسكرية الروسية تنفيذها بين الحين والآخر في إطار محاولات موسكو إحداث اختراق في المحافظة من البوابة المجتمعية، لكن هذه الجهود تصطدم برفض محلي، حيث رفضت الفعاليات في مدينة شهبا في شهر كانون الأول الماضي قبول مساعدات روسية.
“الدفاع الوطني” المرتبط بإيران يعود للنشاط في السويداء
منذ شهر آب من العام الماضي، عادت ميليشيا “الدفاع الوطني” إلى النشاط مجدداً، حيث دخل في مواجهات عسكرية في “الحريسة” بريف السويداء مع قوة “مكافحة الإرهاب” التي تصنف على أنها ذراع عسكري لـ “حزب اللواء السوري” المعلن عنه في تموز 2021، ويرفع شعار الانتقال السياسي في سوريا.
وأكد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أن ميليشيا “الدفاع الوطني” حصلت على تمويل جديد من ضباط في “حزب الله” اللبناني، بالتزامن مع عودتها إلى الواجهة في أحداث السويداء، وتناقش حالياً مع استخبارات النظام السوري إمكانية شن عملية عسكرية لإنهاء “قوة مكافحة الإرهاب” التي تتخذ من “الحريسة” أبرز معقل لها.
ويرتبط “الدفاع الوطني” في السويداء مع إيران منذ تأسيسه في عام 2013، حيث خضع لدورات تدريبية تحت إشراف ضباط من “الحرس الثوري” الإيراني، ومؤسسه “رشيد السلوم” يجري لقاءات مستمرة بقيادات من حزب الله اللبناني.
من جهة أخرى فإن “الحرس الثوري” الإيراني يحتفظ بنقطة تمركز له في مطار “الثعلة” إلى الغرب من مدينة السويداء 15 كيلومتراً.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي يناقش ملف الدروز في دول الجوار
ناقش قائد سلاح الجو الإسرائيلي “عميكام نوركين” ملف الدروز في دول الجوار مع الشيخ “موفق طريف” الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الأراضي الإسرائيلية، والذي يمتلك صلات مع المرجعية الدرزية في السويداء.
وأعلنت مصادر عبرية أن “نوركين” أطلع الشيخ طريف على قرار ترقية ضباط دروز يعملون في سلاح الجو الإسرائيلي، والتحاق دفعة جديدة من الطلاب بالمعاهد الهندسية التقنية الدقيقة والاتصالات.
اللافت أن هذا اللقاء أتى بعد قرابة أسبوعين من الضربات الجوية الإسرائيلية، التي طالت مواقع محسوبة على إيران في ريف السويداء الغربي، ويبدو أن الإعلان عن زيارة الجنرال الإسرائيلي إلى الشيخ طريف، وكشف تفاصيلها من قبل الإعلام العبري، يهدف إلى التأكيد على شرعية الغارات الجوية الإسرائيلي، وإبراز الاهتمام البالغ بمحافظة السويداء.
ومن غير المستبعد أن تكون عودة الميليشيات العسكرية التابعة لإيران إلى واجهة المشهد في السويداء أمر مقصود من طرف روسيا، لأن هذا سيمنحها ورقة تفاوضية قوية مع الأطراف الدولية (تحديداً إسرائيل) لفرض تسوية جديدة في المحافظة الجنوبية السورية، في سيناريو مشابه للتلويح بورقة الفرقة الرابعة وميليشيات “الغيث” الموالية لإيران بوجه الأهالي في درعا، والفاعلين الدوليين، لدفعهم للقبول ببنود التسوية الجديدة في أيلول 2021، حيث أدارت موسكو التحركات العسكرية ورعت المفاوضات في آن واحد، التي انتهت بالاعتراف باليد العليا لروسيا وإن كان إعلامياً، مقابل تحجيم انتشار الفرقة الرابعة وقوات الغيث.
المعطيات السابقة تعني أن السويداء تتحول بالتدريج إلى ملف ساخن على الطاولة الروسية، وبالتالي فقد تكون مسرحاً لأحداث مهمة خلال الفترة المقبلة.
فراس فحام _ تلفزيون سوريا