سيريا برس _ أنباء سوريا
دأبت الولايات المتحدة والغرب عموما على مراقبة أنشطة ايران النووية من عدة سنوات خلت.. وسارت بركب العقوبات الاقتصادية والمالية واثمر الضغط عن توقيع اتفاق خمسة زائد واحد وهو مجموع الدول دائمة العضوية بمجلس الامن إضافة لألمانية من جهة مع ايران من جهة أخرى. .وتم التوقيع بالاتفاق الشهير 2015..واعتبر كإنجاز دولي يحفظ السلم العالمي ويدعم استقرار المنطقة التي تشكل مخزن الطاقة وقلب العالم…
خلال المفاوضات التي جرت بين امريكا وايران لم يتم التطرق الا لمسألة مراقبة المجتمع الدولي عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية لانشطة ايران النووية بشروط رضخت لها ايران..
مع بداية الربيع العربي…حاولت ايران استغلال بعض الحركات لزعزعة استقرار الدول التي لاتربطها معها علاقات حميمة…فاطلق (الولي الفقيه) اسم الصحوة الاسلامية الكبرى عليها …وتدخلت بكل الدول حيثما اتيح لها ذلك..
تدخلها بانتفاضة الشعب البحريني افشل الانتفاضة الشعبية عندما حولها لانتفاضة طائفية…وظهرت حقيقة المشروع الإيراني في الثورة السورية حيث تدخلت ايران من اليوم الأول (ومازالت)الى جانب النظام وامدته بكل الحاجات من السلاح للرجال للأموال للإعلام ..الخ..
وكان دورها في العراق بعد الغزو الأمريكي واضحا بأنشاء الميليشيات الطائفية والسيطرة على مقدرات البلد مستهدية بتجربتها الناجحة بإنشاء حزب الله اللبناني …وكان النموذج في العراق واليمن ولبنان وسورية انشاء ميليشيات موازية للدولة تتبع للحرس الثوري الإيراني مباشرة…وتمكنت بذلك من نشر الفوضى وتحطيم البنيان الاجتماعي والاقتصادي والثقافي واوجدت شروخ عميقة داخل الدول الأربع التي تبجحت يوما بانها تسيطر على عواصم 4 دول عربية…واكملت نهجها بشن حرب شرسة على الانتفاضتان العراقية واللبنانية ولازالت.
كل ذلك تم بسلاح غير نووي.. بل بسلاح تقليدي وغير بالستي او ثقيل…تم ذلك بالمال والسلاح والميليشيا ودعم الأنظمة العميلة لها…
الذي يشكل الخطر الداهم والمباشر على العرب من ايران ليس السلاح النووي بل التدخلات في شؤون الدول …
جميع ضحايا المشروع الإيراني قتلوا اما بالسلاح الأبيض او بسلاح خفيف…اعتداءات ايران على المملكة العربية السعودية لمرات عديدة وأخطرها تدمير منشآت لأرامكو..او عرقلة الملاحة بالخليج العربي والاعتداء على السفن العابرة يتم بسلاح تقليدي…
نعلم جميعا ان السلاح النووي الإيراني اذا ما تم امتلاك قنبلة منه فهي غير مؤثرة على 300 ل400 راس نووي إسرائيلي او ما يماثل هذا العدد تملكه الهند وباكستان مجتمعة….والمقصود براسها النووي الذي تحلم به التفوق على العرب…
يبدو ان الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو عموما غير مستعدين للسماح لإيران بامتلاك هذا الرأس.. وهو امر يصب في مصلحة العرب بلا شك..
لذلك يجب التركيز مع الإدارة الديمقراطية القادمة على امر حيوي ومهم بالنسبة لنا وهو منع التدخلات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في دول الحوار(كما اسماها الرئيس المنتخب بايدن مؤخرا…
الكاتب د.باسل معراوي _ وضوح للبحوث والدراسات الاستراتيجية