قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إريكا تشوسانو، على أن “الولايات المتحدة ملتزمة بدفع كلّ العناصر العسكرية الإيرانية والقوات الخاضعة للقيادة الإيرانية إلى مغادرة سورية، ونعني بذلك كلّ أنحاء سورية، وليس جنوب غرب البلاد فحسب”.
وأضافت “تشوسانو” في حديث مع “العربي الجديد”،أمس الجمعة، أنه “لا يمكن أن نسمح لإيران بالاستفادة من علاقاتها المزعزعة للاستقرار مع الجهات الفاعلة الخبيثة، في سورية والدول الأخرى، لبناء مجالات نفوذ طويلة الأمد في المنطقة”.
جاء حديث تشوسانو، على هامش اجتماع “افتراضي” عقده وزراء خارجية المجموعة المصغّرة للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة ليل أول أمس الخميس، لإعادة تأكيد عزم التحالف المشترك على مواصلة القتال ضدّ التنظيم في العراق وسورية، وتهيئة كلّ الظروف المساعدة على هزيمته بشكل نهائي، وهو “ما يظلّ الهدف الوحيد للتحالف، من خلال جهد شامل ومتعدّد الأوجه”، بحسب المجتمعين.
وأكدت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية أن “النظام الإيراني يتحمّل نفس المسؤولية التي يتحملها نظام الأسد عن ترويع مئات الآلاف من السوريين وتدمير حياتهم والتسبب بفرار الملايين من سورية”، مشددة على أنه “ينبغي أن تهتم إيران بشعبها داخل جمهورية إيران في هذه الظروف الصعبة”.
ورداً على سؤال حول ظهور جيوب جديدة لتنظيم “داعش” في سورية، على الرغم من إعلان الولايات المتحدة وشركائها هزيمة التنظيم في آخر جيب له شرقي البلاد في “الباغوز”، قالت تشوسانو: “لقد قمنا بتدمير خلافة التنظيم المخادعة بنسبة مئة بالمئة، ولن نسمح بإعادة إقامتها. مثلت هزيمة التنظيم لناحية سيطرته على الأراضي في سورية والعراق معلماً رئيساً، ولكن لم ينتهِ العمل بعد. نواصل ممارسة الضغط المستمر على فلول التنظيم في المنطقة، ونمنع أي إعادة ظهور للتنظيم، ونحرمه من تحقيق طموحاته العالمية مع شركائنا في التحالف”.
وتابعت: “انتهى شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019 بمقتل أبو بكر البغدادي خلال غارة شنها التحالف والقوات الشريكة في باريشا في سورية، ورافقت قوات التحالف شركائنا منذ ذلك الحين في أكثر من مئة مهمة لهزيمة مقاتلي التنظيم وشبكاته المالية والإعلامية واللوجستية”.
وحول ما إذا كانت بلادها تتخذ من التنظيم ذريعة لإضفاء الشرعية على وجودها في كل من سورية والعراق، قالت المسؤولة الأميركية إن “الولايات المتحدة عضو في تحالف دولي بات يضم 82 عضواً، توحدوا من أجل هدف مشترك، ألا وهو هزيمة التنظيم بمقاربة قوية. توجد الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف في سورية ضمن ولاية واضحة وفقاً للقانون الدولي. لقد قلصت جهود التحالف المشتركة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم وقيادته وموارده المالية ودعايته، كما ساعدت في تسهيل عودة أكثر من 4.6 ملايين نازح عراقي، وأكثر من مليون سوري إلى ديارهم. وتتحقق الهزيمة الدائمة بشكل أساسي عندما يتمكن شركاؤنا المحليون من احتواء أي تهديد متبقٍ من التنظيم بشكل مستقل”.
ورداً على أن بلادها وحلفاءها شنوا حرباً طويلة وعنيفة ضد التنظيم في سورية، وأنفقوا الكثير من الأموال والإمكانيات، وارتكبوا في طريق ذلك أخطاء وصلت إلى حد مجازر بحق المدنيين ودمار مدن بأكملها كالرقة والموصل، فلماذا لم تركز الولايات المتحدة في إطار حربها على الإرهاب على استئصال محاربة نظام الأسد ، الذي يُعدّ السبب الرئيس في وجود وامتداد تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات الإرهابية؟ قالت تشوسانو: “كانت أهداف السياسة الأميركية في سورية متسقة ولم تتغير. نحن ملتزمون بتحقيق الهزيمة الدائمة لتنظيمي الدولة والقاعدة، والتوصل إلى حلّ سياسي لا رجعة فيه للصراع السوري بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
وأشارت إلى أن “نظام الأسد لم يبيّن عن قدرته أو رغبته في تحقيق هزيمة التنظيم على أراضيه، ولم تظهر روسيا بصفتها الداعم الرئيس للنظام رغبة شديدة في القيام بعمليات لمكافحة الإرهاب وضمان هزيمة التنظيم الدائمة في الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام. لهذا يبقى التحالف موحداً في عزمه على تدمير هذا العدو”.
وحول تحضير النظام و حلفائه الروس والإيرانيين للقيام بعمل عسكري جديد في إدلب، ما سيسبب مأساة جديدة للمدنيين في تلك المنطقة، سأل “العربي الجديد” المتحدثة عن دور واشنطن في كبح جماح النظام وحلفائه في هذه المحاولة، سواء بدعم تركيا أو من خلال خيارات أخرى، فأشارت إلى أنه “ما من حلّ عسكري للحرب في سوريا، ويبقى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 السبيل الوحيد لضمان مستقبل الشعب السوري واستقراره”.
وشددت على التزام بلادها بالضغط على نظام الأسد سياسياً واقتصادياً حتى يتم تحقيق تقدم لا رجعة فيه في المسار السياسي، قائلة: “نحن نسعى إلى تحقيق المساءلة بالنيابة عن ضحايا انتهاكات نظام الأسد لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيميائية”، مضيفة: “تحول الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها روسيا والنظام الإيراني ونظام الأسد دون التوصل إلى حل سياسي”.
وشددت على أنه “ينبغي أن يلتزم نظام الأسد وحلفاؤه بوقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، ويتقبلوا إرادة الشعب السوري الذي يطالب ويستحق العيش بسلام ومن دون تفجيرات مستهدفة، أو هجمات بالكلور، أو براميل متفجرة، أو اعتقالات تعسفية أو تجويع”.