Array

الثورة العراقية تطالب بإسقاط النظام الموالي لإيران وقوات الأمن تقتل 270 وتصيب 9 الآف متظاهر

قتلت قوات الأمن العراقية 13 متظاهرا يومي الاثنين والثلاثاء , ومع دخول الثورة الشعبية الداعية إلى “إسقاط النظام” شهرها الثاني لقي ما يربو على 270 عراقيا حتقهم في محاولات السلطات والميليشيات الموالية لإيران قمع التظاهرات التي بدأت الشهر الماضي احتجاجا على الحكومة التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والعمالة لإيران , وقال وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو : “العراقيون واللبنانيون يريدون استرداد وطنهم من الفساد الإيراني. لقد اكتشفوا أن أرقى صادرات النظام إليهم هو الفساد المتستر تحت شعار تصدير الثورة , العراقيون واللبنانيون يستحقون ألا يتدخل أحد في شوونهم وممتلكاتهم الخاصة” , كما نددت السفارة الأمريكية في بغداد الأربعاء بقتل وخطف محتجين عزل على يد قوات الأمن في العراق، وحثت زعماء البلاد على “التفاعل عاجلا وبجدية” مع المتظاهرين , وقالت السفارة في بيان “نشجب قتل وخطف المحتجين العزل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر. يجب أن يكون العراقيون أحرارا لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم”

وكانت السلطات العراقية قد قطعت مرة أخرى شبكة الإنترنت بالكامل في بغداد وجنوب البلاد ، بعد ساعات من مواجهات قرب مقار حكومية في العاصمة وسط تخوف من الدخول في دوامة عنف وأطلقت قوات الأمن العراقية قنابل الغاز المدمع والرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين في وسط بغداد الأربعاء، مع اتساع نطاق أكبر موجة من المظاهرات المناهضة للحكومة في عقود لتشمل مختلف أنحاء بغداد والمحافظات الجنوبية , وذكرت وكالة رويترز أن إطلاق النار وقع على جسور بغداد الرئيسية الثلاثة، وهي: الأحرار والشهداء وباب المعظم ، أو قريبا منها بعد أن تحولت إلى نقاط احتجاج محورية ، وذكرت مصادر طبية وأمنية أن ما لا يقل عن 27 شخصا أصيبوا بجروح ناجمة عن إطلاق قنابل الغاز , وقالت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي إن أكثر من تسعة آلاف أصيبوا في الاحتجاجات المستمرة منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي

وبحسب إحصاء أوردته وكالة فرانس برس للأنباء , فقد أسفرت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، عن مقتل نحو 270 شخصاً ذكرت مصادر طبية أن أربعة أشخاص آخرين توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها في احتجاجات سابقة خلال الأسبوع الماضي , في وقت تمتنع السلطات فيه منذ نحو أسبوع عن نشر أعداد رسمية , واتسمت الموجة الأولى من الاحتجاجات، بين الأول والسادس من أكتوبر/ تشرين الأول بوجود قناصة على أسطح بعض المباني يستهدفون المتظاهرين ، وتقول السلطات أن هويتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إليها , بينما اتخذت الموجة الثانية من الاحتجاجات المطالبة بـ”إسقاط النظام”، والتي استؤنفت في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بعد توقف لـ 18 يوماً بسبب أربعينية الإمام الحسين ، طابع العصيان المدني السلمي

وكان المتظاهرون قد حاولوا السيطرة على جسر الأحرار يوم الاثنين عندما فتحت قوات الأمن النار فقتلت ما لا يقل عن خمسة منهم , ويغلق المحتجون جسر الشهداء على نهر دجلة منذ ظهر أمس الثلاثاء ، في إطار مساع لشل الحركة في البلاد، مع انضمام الآلاف للمظاهرات المناهضة للحكومة في بغداد والمحافظات الجنوبية , ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني أن “قوات تابعة لقيادة عمليات بغداد (الجيش) اعتقلت عددا من المحتجين بعد إغلاقهم جسر باب المعظم، من جانب شارع الرشيد” , وأوضح المصدر أن “تدخل الجيش لأول مرة جاء لمنع حدوث قطع كامل للحركة بين جانبي الكرخ والرصافة، خصوصا بعد إغلاق جسور الأحرار والشهداء والجمهورية والسنك من قبل قوات الأمن” , وكانت قوات الأمن العراقية قد أطلقت الرصاص الحي في الهواء أمس لتفريق محتجين تجمعوا على جسر في وسط العاصمة بغداد

بينما واصل آلاف المتظاهرين المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة والمحافظات الجنوبية , وأفاد مصدر أمني في بغداد ، بأن المتظاهرين قاموا بقطع الطرق الرئيسية في منطقة حافظ القاضي وسط المدينة. وقال المصدر إن “قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين” , وفرقت قوات الأمن بالقوة في مدينة البصرة الغنية بالنفط اعتصاما، لكن لم تحدث إصابات، بحسب ما قالته مصادر أمنية، بعد احتشاد محتجين أمام مبنى الحكومة في المحافظة , وقالت مصادر أمنية أن اشتباكات وقعت الليلة الماضية ، حيث قامت أسر المحتجين الذين قتلوا في محاولات سابقة لفض الاعتصام برشق قوات الأمن المتمركزة قرب ميناء البصرة بالحجارة ، وأكدت أنه لم يسقط قتلى , وسقط قتيلان على الأقل وأصيب اثنا عشر آخرون عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في مدينة الناصرية جنوبي العراق في وقت متأخر من ليل الاثنين، بحسب مصادر أمنية وطبي

وقالت مصادر أمنية , الأربعاء إن أوامر اعتقال لمنظمي الاحتجاجات صدرت من بغداد إلى كل المحافظات الثلاثاء ، وأضافت المصادر أن العشرات اعتقلوا بالفعل في البصرة والناصرية , من جانبه اتهم المرصد العراقي لحقوق الإنسان السلطات العراقية الثلاثاء بشن حملة اعتقالات وسط العاصمة بغداد , ونقل المرصد، وهو منظمة غير حكومية، عن شهود عيان القول إن ملثمين يستقلون مركبات حكومية اعتقلوا عددا من المحتجين في منطقتي العلاوي والصالحية بينما كانوا في طريقهم إلى ساحة التحرير , ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة في كثير من مناطق العراق اليوم الأربعاء، بعد أن كانت محجوبة تماما مساء الاثنين قبل أن تعود للعمل فترة وجيزة تقل عن أربع ساعات يوم الثلاثاء

بينما توالت ردود الأفعال الإيرانية الغاضبة أثر قيام متظاهرين عراقيين برفع شعارات ضد النفوذ الإيراني في العراق ، ومنها : “إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة” في مدن عراقية مثل بغداد وكربلاء، كما قام مجهولون بقتل عناصر بارزة من ميليشيا “عصائب أهل الحق” المدعوم من إيران ، وقام متظاهرون في الوقت نفسه برفع العلم العراقي على القنصلية الإيرانية ، أثر ذلك علّق أمير مسعود حسينيان ، القنصل الإيراني العام في كربلاء حيث أشار إلى الاحتجاجات قائلاً : “بعض الجماعات، مثل البعثيين والدول الأجنبية ، تسللت وسط المظاهرات” وفي وقت سابق، نُشرت تقارير عن وجود متظاهرين عراقيين في موقع القنصلیة ورفع العلم العراقي عليها , كما حاول المتظاهرون العراقيون في الأيام الأخيرة الوصول إلى “المنطقة الخضراء” في بغداد ، حيث توجد المقار الحكومية والسفارات.

من جانبه وصف وزیر الخارجیة الإيراني ، محمد جواد ظريف ، على صفحته في تويتر مهاجمة القنصلية الإيراني بالتخريب مضيفاً : “لقد حاول البعض استغلال هذه المخاوف، وهم أقلية صغيرة جدا، ولا يمثلون الشعب العراقي” , بدوره قال عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران “وضعت قدراتها وامكاناتها تحت تصرف الحكومة العراقية” ، ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي “الاحتجاجات العراقية”، بأنها “أعمال تخريب من عمل أعداء كانوا يسعون إلی بث الفرقة .. لكنهم فشلوا، ولن یکون لمؤامراتهم أي تأثیر” , وكتبت صحيفة “كيهان” المقربة لخامنئي، على صدر صفحتها الأولى ، عنوانًا لتقريرها عن المظاهرات في العراق ولبنان، يقول: “خاسروا الحرب في سورية ينتقمون في لبنان والعراق”. , دون أن تشير الصحيفة المتشددة إلى الجهات التي وصفتها بـ”الخاسرين”، وعلاقتهم بالمظاهرات ، وأنها انطلقت لأسباب اقتصادية فقط ، واصفة عشرات الضحايا اللذين سقطوا بـ”المخربين”

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قال في كلمة أذاعها التلفزيون مساء الثلاثاء إن للاحتجاجات أثرا اقتصاديا لا يقوى العراق على تحمله ، مطالبا المحتجين بوقف تدمير الممتلكات العامة والخاصة , وقال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي إن الأمم المتحدة أعلنت استعدادها لأن تكون كفيلا ضامنا لحوار شامل في العراق , كما أدانت لمفوضية العليا لحقوق الإنسان تجدد الاشتباكات بشكل يومي بين القوات الامنية والمتظاهرين والأحداث التي وصفتها بالمؤسفة في محافظة ذي قار قضاء الشطرة وقضاء سوق الشيوخ الأثنين وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 23 آخرين واعتقال 283 شخصا وأدانت المفوضية في بيان “قطع الإنترنت والكهرباء واستخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن تجاه المتظاهرين”، داعية قوات الأمن إلى “القيام بدورها في حماية المتظاهرين”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
Exit mobile version