وافق البرلمان العراقي اليوم الأحد على طلب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإخراج جميع القوات الأجنبية من البلاد بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد ميليشيات “الحشد الشعبي” العراقية أبو مهدي المهدس وثمانية أخرين في ضربة جوية أمريكية في بغداد , وأفاد قرار وافق عليه مجلس النواب في جلسة استثنائية بأن الحكومة التي يقودها الشيعة والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران يجب أن تلغي طلب المساعدة من تحالف تقوده الولايات المتحدة
وفي أول رد من واشنطن , قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل من دعوة البرلمان العراقي يوم الأحد إلى إلزام القوات الأجنبية بالانسحاب من البلاد , وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاغوس في بيان ”بينما ننتظر مزيدا من التوضيح بشأن طبيعة قرار اليوم وأثره القانوني، نحث بقوة الزعماء العراقيين على إعادة النظر في أهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية بين البلدين والوجود المستمر للتحالف الدولي لدحر تنظيم داعش“.
ويوم الأحد , أبلغ عبد المهدي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان خلال اتصال هاتفي , بأن المسؤولين يعملون حاليا على تنفيذ قرار البرلمان بشأن طرد القوات الأجنبية , وقال مكتب عبد المهدي في بيان ”المسؤولون يعدون مذكرة للخطوات القانونية والإجرائية لتنفيذ قرار البرلمان بشأن طرد القوات الأجنبية“ , وأضاف البيان أن لو دريان نقل رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب فيها إتاحة وقت أكبر لبحث مستقبل وجود القوات الأجنبية “في ظل احترام سيادة العراق”
وقال عبد المهدي الذي استقال في نوفمبر تشرين الثاني وسط احتجاجات شوارع والذي يرأس حكومة تصريف أعمال “رغم بعض الصعوبات الداخلية والخارجية التي قد تواجهنا، لكنه (إنهاء وجود القوات) يبقى الأفضل للعراق مبدئيا وعمليا” , ويوم الجمعة , دعا عبد المهدي البرلمان إلى “عقد جلسة استثنائية لاتخاذ خطوات تشريعية لحماية سيادة العراق” , بعد هجوم بطائرة أمريكية مسيرة على موكب قرب مطار بغداد يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
ومنذ الهجوم ، يدعو الزعماء السياسيون الشيعة المتناحرون إلى طرد القوات الأمريكية من العراق في بادرة غير معتادة من الوحدة بين الميليشيات التي تتناحر منذ شهور ومن المؤكد تقريبا أن من سيخلف عبد المهدي في المنصب في نهاية المطاف سيحمل نفس وجهة النظر , وقاطع معظم النواب السنة والأكراد الجلسة التي حضرها 168 نائبا أي أكثر من النصاب القانوني اللازم لصدور القرار بثلاثة نواب فقط , ومع ذلك قال نائب سني إن السنة والكرد يخشيان من أن يؤدي طرد القوات التي تقودها الولايات المتحدة إلى حدوث تمرد وتقويض الأمن وزيادة تمكين الميليشيات العراقية المسلحة المدعومة من إيران
وقال رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر يوم الأحد إن قرارا برلمانيا يدعو لإنهاء وجود القوات الأجنبية غير كاف ودعا الفصائل المسلحة المحلية والأجنبية للاتحاد , وقال الصدر في رسالة للبرلمان تلاها أحد أنصاره “اعتبره ردا هزيلا لا يفي أمام الانتهاك الأمريكي للسيادة العراقية والتصعيد الإقليمي” , ودعا الصدر إلى “ضرورة إلغاء الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة على الفور وإغلاق السفارة الأمريكية وطرد القوات الأمريكية بصورة مذلة وتجريم التواصل مع الحكومة الأمريكية والمعاقبة عليه” , وأضاف “وأخيرا أدعو الفصائل العراقية المقاومة بالخصوص والفصائل خارج العراق إلى اجتماع فوري لإعلان تشكيل أفواج المقاومة الدولية”
وكرر هادي العامري، أبرز مرشح لخلافة المهندس، دعوته لرحيل القوات الأمريكية عن العراق يوم السبت أثناء تشييع قتلى الهجوم , وكان النواب الذين ينتمون لميليشيا “عصائب أهل الحق” والتي قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إنها ستصنفها منظمة أجنبية إرهابية يحملون صورا لسليماني والمهندس , وقال قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق في العراق يوم الأحد إن القوات الأمريكية ستعتبر قوة محتلة إذا لم تغادر البلاد , في عدة مرات خلال الجلسة الاستثنائية ردد النواب هتافات ضد الولايات المتحدة , وقال عمار الشبلي وهو نائب شيعي وعضو باللجنة القانونية بالبرلمان “ليس هناك حاجة لوجود القوات الأمريكية بعد هزيمة داعش .. لدينا قواتنا المسلحة وهي قادرة على حماية البلد”