أعلنت منظمة “Syria Relief” الخيرية البريطانية بالتعاون مع جمعية “عطاء” السورية، عن بناء “مدينة سرية” لإيواء آلاف النازحين في شمال غرب سوريا وحمايتهم من الموت في ظل الظروف المناخية القاسية في فصل الشتاء.
ونقلت صحيفة “اندبندنت” البريطانية عن رئيس المنظمة تشارلز لولي، قوله إن الهدف من إنشاء المدينة، بناء مجتمع يلبي احتياجات السوريين التعليمية والصحية.
ولفت إلى أن مشهد تجمّد الناس حتى الموت والفيضانات في المخيمات تكرر لسنوات، كما أن العديد من الأرواح معرضة للخطر خلال أشهر الشتاء إثر تضرر الخيام وصعوبة الحصول على الوقود للتدفئة.
وقال العامل في المنظمة، آدم كيلويك، بعد عودته من سوريا، إن “كثيراً من الناس ليس لديهم أي مصدر للدفء ويعتمدون فقط على الأشجار المحيطة بالخيام للحماية من الرياح الباردة”.
وأكد أن بعض النازحين السوريين أُجبروا على العيش في ظروف لا تفي حتى بمعايير الرفق بالحيوان في الدول الغربية.
موقع المدينة
بينما اعتبر رئيس المنظمة، أنه تم مراعاة موقع بناء المدينة، بما يجلعها أكثر أمانًا من أي مكان آخر في سوريا، في وقت رفض فيه الكشف عن موقعها لأسباب أمنية، لكن الصحيفة تحدثت عن أنها ستكون قريبة من الحدود التركية السورية.
وستضم المدينة نحو ألف منزل لنحو 6 آلاف نسمة، بالإضافة إلى مدرسة ومستشفى وحديقة ومسجد، بينما أنهت المنظمة بناء نحو 100 منزل، ومن المقرر أن يصبح 150 منزلًا آخر جاهزًا بحلول شهر شباط المقبل.
ووفق الصحيفة، تبلغ تكلفة المشروع نحو مليون و600 جنيه استرليني أي ما يعادل نحو مليونين و144 ألف دولار أمريكي.
مشاريع إيواء نازحين في الشمال السوري
وتتولى إنشاء مشاريع سكنية للنازحين في شمال غرب سوريا. ثلاث منظمات وهي هيئة “الإغاثة الإنسانية التركية” (IHH)، وفريق “ملهم التطوعي”، و”جمعية التعاون الخيرية”.
وفي تموز الماضي وبتعاون تركي قطري تم وضع حجر الأساس لبناء “مدينة الأمل” شرق أعزاز في ريف حلب الشمالي، وفق ماذكرت وكالة “الأناضول”.
ويتألف المشروع من 1400 مسكن، ومدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومركزاً صحياً، وآخر للتدريب المهني، كما سيتم بناء مسجد، و تزويد كافة المنازل والمرافق المختلفة في مدينة الأمل التي ستقام على مساحة 280 ألف متر مربع، بالماء والكهرباء.
وفي مطلع عام 2020، تم الإعلان عن مشروع “قرية ملهم” وهو مشروع يهدف لإيواء 250 عائلة بحسب الفريق، بما يُوفر سكناً كريماً للعائلات السورية النازحة من الأرامل ومصابي الحرب وفاقدي المعيل.
ويأتي هذا، فيما تشهد مخيمات الشمال السوري ظروفًا صعبة جرّاء هطول الأمطار والعواصف المستمرة التي تسبب بحركة نزوح داخلي، إذ وثّق فريق “منسقي استجابة سوريا” تضرر 194 خيمة بشكل كلي، و316 خيمة بشكل جزئي.
وتحدث الفريق مؤخراً عن نزوح أكثر من 472 عائلة ضمن المخيمات، إثر تضرر خيامهم بشكل مباشر أو دخول مياه الأمطار إلى داخلها.