بلغت أعداد الإصابات الجديدة بفيروس “كورونا” في كافة أرجاء سوريا 121 إصابة خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية بحسب الجهات المختصة.
رصدت “وزارة الصحة” أمس السبت، 40 إصابة جديدة بفيروس “كورونا”، مايرفع إجمالي الإصابات في مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى 4329، بينها 1143 حالة شفاء.
وأضافت الوزارة أنها سجّلت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حالة وفاة واحدة في مدينة دمشق، ما يرفع حصيلة الوفيات المعلنة بالوباء إلى 204 حالة.
وأوضحت الإحصاءات الرسمية من قبل “الصحة” أن الحصيلة الأكبر من الإصابات سُجّلت في حلب بواقع 18 إصابة، فيما توزّعت بقية الإصابات بين : دمشق 14، وحمص 8.
إلى ذلك، أعلنت “هيئة الصحة” في “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، اليوم الأحد، 48 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” في مناطق سيطرتها.
وسجلت هيئة الصحة، حالة وفاة واحدة لرجل من مخيم الهول، وأوضحت، أن حالات الإصابة تتوزع على الشكل التالي، (23 حالة في الحسكة، و11 حالة في القامشلي، و3 حالات في الدرباسية، وحالتان في معبدة، وحالتان في المالكية، وحالتان في مخيم الهول، وحالة في عامودا، وحالة في الرميلان، وحالة في تل تمر، وحالة في الرقة، وحالة في عين العرب”.
كما أشارت هيئة الصحة إلى أنها سجلت 10 حالات شفاء جديدة من فيروس “كورونا”، ليبلغ إجمالي الإصابات 1839 حالة، منها 69 حالة وفاة، و486 شفاء من الفيروس.
وفي مناطق سيطرة المعارضة بالشمال السوري، قال “مختبر الترصد الوبائي”، إنه رصد 33 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” منهم 27 في مدينة إدلب، وإصابتين في كل من “حارم” و”أريحا” بريف المحافظة، إضافة إلى تسجيل 4 إصابات في ريف محافظة حلب ( الباب 2، إعزاز 1، عفرين 1)، ما يرفع إجمالي أعداد الإصابات إلى 1190حالة.
وأشار “مختبر الترصد الوبائي” إلى أنه سجل 41 حالة شفاء جديدة من الفيروس، لترتفع حصيلة حالات التعافي إلى /649/ حالة، فيما ثبت عدد الوفيات بالفيروس عند 14 حالة.
وأكدت منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) أن “الزّيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في شمال غرب سوريا وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، حيث يتم الإبلاغ عن 100 حالة جديدة كل يوم، بينما لا يزال 2.7 مليون شخص نازحين في المنطقة”.
وحذّرت منظمة الرؤية العالمية، في بيان لها، أمس السبت، من أنه “ما لم يتلقّ النظام الصحي الضعيف دعما دوليا بشكل فوري، فإن الوضع سوف يصبح أكثر سوءا بشكل كبير وسريع”.
ولفتت إلى أنه “في هذا العام وحده، قُتل 218 طفلا، وتوفي 800 مدني آخر”، مشدّدة على أن “فيروس كورونا يعتبر بمثابة أزمة داخل أزمة في شمال غرب سوريا”.
واستطردت قائلة: لقد أُثبتت إصابة العديد من العاملين الصّحيين، الذين يتعرّضون بالأصل إلى ضغط كبير للقيام بعملهم في ظلّ نظام صحّي ضعيف، بفيروس (كوفيد-19)، مما يعرّض فرص الاحتواء الفعّال للفيروس والاستجابة له لخطر أكبر.
وفي هذا الصدد، قال مدير مكتب الاستجابة لـ”الأزمة السورية” في منظمة الرّؤية العالمية، يوهان مويج: “ازداد عدد الحالات 14 مرة منذ الشهر الماضي مع تسجيل أكثر من 1000 حالة إيجابية. ويتعرّض الأطفال المتنقّلون من مكان إلى آخر لخطر أكبر من أي وقت مضى”.
ولفت إلى أن “النظام الصحي في شمال غرب سوريا غير قادر على التعامل مع هذه الأزمة”، مضيفا: “نحن بحاجة ماسة إلى الدعم لتحسين قدرة الاختبار والمعدات الوقائية وأنظمة المراقبة. فما لم يتم زيادة المساعدات الدّولية وتكثيفها، فإن معاناة الأطفال السّوريين وعائلاتهم، الذين أجبروا على ترك منازلهم وعانوا قرابة عشر سنوات من الصراع ستزداد.”
وتابع مويج: “بدأ عدد المصابين بهذا الفيروس في سوريا يتزايد ببطء في بداية شهر تموز/ يوليو، لكننا الآن نشهد زيادة كبيرة في الحالات الإيجابية. إننا نشعر بقلق بالغ حيال التأثير الرهيب الذي سيحدث على النازحين في الجزء الشّمالي من البلاد، خاصة أنه تم تهجير هؤلاء الناس لسنوات طويلة”.
ونوّه إلى أن “التدهور الاقتصادي العميق في سوريا يجعل وضعهم أكثر صعوبة، والآن يتسبب تهديد فيروس كورونا في مزيد من التوتر والخوف والاعتماد على المساعدات الخارجية”.
وأردف: “نظرا للنقص الحاد في قدرات الفحوصات في المنطقة وعدم تغطية أعداد الإصابات بشكل دقيق، تخشى وكالات الإغاثة في الميدان من أن العدد الفعلي للحالات الإيجابية أعلى بكثير في الواقع. وذكرت تقارير صادرة عن الأمم المتّحدة أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا لم يسعوا للعلاج، إما بسبب الخوف من الوصم أو الإصابة بالفيروس وهم في المرافق الطّبية”.
واستطرد مويج قائلا: “على الرغم من أن الأعداد تتزايد بمعدل ينذر بالخطر، إلا أن الأرقام الرسمية الحالية لا تظهر الصورة الحقيقيّة لخطورة هذا الوباء في المنطقة”، مضيفا: “نعتقد أن عدد الحالات المؤكدة سيزداد بشكل كبير إذا أصبح الاختبار متاحا بسهولة أكبر.”
ومع اقتراب فصل الشتاء، أوضحت منظمة الرؤية العالمية أنها تشعر بقلق بالغ إزاء سلامة الأطفال النازحين والضعفاء.
وقالت: “مات ما لا يقل عن 6 أطفال في الشمال الغربي من البلاد في بداية هذا العام بسبب درجات الحرارة المنخفضة التي نزلت إلى ما دون الصفر. وإنه مع الوباء الحالي، ليس هناك شك في أن الشتاء القادم سيكون قاسيا عليهم بشكل كبير. ولا يمكننا أن ندع ذلك يحدث مرة أخرى”.
وشدّدت منظمة الرؤية العالمية على أن المساواة في الحصول على الرعاية الطبية للجميع – السكان النّازحون والمجتمعات المحلية – أمر أساسي لمنع حدوث أزمة أخرى في شمال غرب سوريا، مطالبة بالوقف الفوري للقتال، وتعزيز المرافق الصحية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحالات في البلاد.