أثرت ظروف الشتاء القاسية في سوريا، ولاسيما بعد العاصفة الثلجية الأخيرة، على أكثر من 250 ألف شخص في مئات المواقع في محافظتي حلب وإدلب شمال غرب سوريا.
أضرار في 290 موقعاً
وقال تقرير صادر عن الأمم المتحدة، مساء الجمعة، إن ظروف الشتاء القاسية، بما في ذلك العواصف والرياح القوية ودرجات الحرارة المتجمدة، تسببت في صعوبات إضافية لنحو ربع مليون شخص في أكثر من 290 موقعًا موزعة بين ريف حلب و محافظة إدلب.
ووفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تدمرت أو لحقت الأضرار بحوالي عشرة آلاف خيمة بسبب طقس الشتاء القاسي، لافتة إلى أن الاستجابة الإنسانية تظل مستمرة.
خطط الاستجابة
ونوهت إلى أنه تم وضع خطط الاستجابة لفصل الشتاء بهدف تخفيف آثار العاصفة الثلجية، من قبل المجموعات التي تقودها مفوضية اللاجئين بشكل مشترك (وهي مجموعات الحماية، تنسيق وإدارة المخيمات، ودعم المأوى والمواد غير الإغاثية).
وأكد التقرير، أن المساعدة النقدية وحصص الطعام، وإصلاح الخيام المتضررة، واستبدال الخيام المدمرة، ووسائل التدفئة كلها تظل من الاحتياجات ذات الأولوية.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإنه رغم الظروف الجوية والموارد المحدودة والتي تؤثر على قدرة الشركاء على تلبية احتياجات الحماية، يتم استهداف حوالي 20 ألف أسرة (100 ألف فرد) للمساعدة الإنسانية وتقديم المأوى والمواد غير الغذائية، بما في ذلك إصلاح الخيام واستبدالها.
ويتم دعم حوالي نصف السكان المستهدفين بمساعدات نقدية لاحتياجات الشتاء تصل إلى 150 دولارًا لكل أسرة.
وبلغ عدد المخيمات المتضررة من العواصف المطرية والثلجية خلال شهر كانون الثاني 2022، أكثر من 266 مخيماً، بحسب آخر إحصائية لمنظمة “منسقي استجابة سوريا”.
معاناة متجددة كل شتاء
وتزداد معاناة النازحين كل شتاء في شمال غرب سوريا، حيث أن الخيام القماشية التي يقطنون فيها ينفذ منها المطر والبرد.
ويعاني ساكنو المخيمات في الشمال السوري، وفي كل عام من الأحوال الجوية السيئة (أمطار وثلوج وسيول وفيضانات)، وسط مناشدات مستمرة للمنظمات الإنسانية والمجالس المحلية لـ تخفيف المعاناة وتوفير الأدوية ووسائل التدفئة، في ظل غياب حلول جذرية لمعاناتهم.
وتعتبر 85% من مخيمات الشمال السوري أقدم من عمرها المتوقع وأكثر عُرضة للتلف، وأقل مقاومة للظروف الجوية، بحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في تشرين الأول 2021.
وتزداد المخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة انخفاض الحرارة، وفي مقدمتهم الأطفال، بحسب بيان لفريق “منسقي استجابة سوريا” صادر في 23 من كانون الأول 2021.