دعت الأمم المتحدة إلى تمويل عاجل لاحتواء تفشي وباء “الكوليرا” في سوريا، مشيرة إلى أن مصدر العدوى مرتبط بشرب مياه غير آمنة “ملوثة” من نهر الفرات.
وأكد المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا عمران رضا، أمس الإثنين، على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لمنع مزيد من الإصابات والوفيات، معبراً عن قلقه الشديد إزاء تفشي مرض “الكوليرا” المستمر في سوريا.
وذكر بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي “أوتشا”، أنه لابد من تقديم تمويل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره في سوريا، مشيراً إلى أن الوكالات الأممية والمنظمات الشريكة تقوم بالتنسيق الوثيق مع السلطات الصحية لضمان الاستجابة الفعالة في الوقت المناسب.
وحثّ بيان “الأوتشا” جميع الأطراف المعنية على “ضمان الوصول غير المعوق والمستدام إلى المجتمعات المتضررة”.
مياه الفرات غير آمنة
ولفت إلى أنه وبناء على تقييم سريع أجرته “السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط باستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوث الغذاء، ومتعلق أيضاً بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات”.
وأوضح البيان أن تفشي المرض ترافق مع استمرار انخفاض مستويات نهر الفرات، وظروف الجفاف وتدمير البنية التحتية للمياه”، معتبراً ذلك “مؤشر على نقص المياه الحاد في جميع أرجاء سوريا”.
مساعدات طبية
هذا، وسلمت وكالات الأمم المتحدة في سوريا أربعة آلاف اختبار تشخيصي سريع، لدعم عمل فرق الاستجابة السريعة المنتشرة للتحقيق في الحالات المشتبه فيها، كما تم إيصال السوائل الوريدية وأملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم إلى المرافق الصحية حيث يتم قبول المرضى المؤكدين، وفق البيان.
وقال البيان إن شركاء الأمم المتحدة قاموا بتعبئة الإمدادات الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المحافظات المتضررة.
كما يتم توسيع أنشطة المعالجة بالكلور لتطهير المياه، وزيادة معدلات الجرعات في المجتمعات الهشة والمعرضة بشدة للحد من انتشار المرض.
وفيات وإصابات
والسبت الماضي، أعلنت وزارة الصحة السورية عن تفشي وباء “الكوليرا” في محافظة حلب، فيما بلغ عدد الحالات المثبتة 26 حالة، 20 منها في محافظة حلب وأربع في اللاذقية وحالتان في دمشق.
أما عدد الوفيات فأكدت الصحة السورية، أن هناك حالتي وفاة في محافظة حلب، مشيرة إلى أنهما بسبب تأخر طلب المشورة الطبية ووجود أمراض مزمنة مرافقة.
كما أعلنت هيئة الصحة، التابعة لـ “لإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، عن انتشار “الكوليرا” بكثرة في الرقة وريف دير الزر الغربي، مشيرة إلى تسجيل 3 وفيات بسبب الوباء.
فيما تحدثت مديرية صحة إدلب، عن أن الفحص المخبري قد أثبت انتشار “الكوليرا” في تلك المنطقة، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر كون هذا المرض شديد العدوى.