قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، ستيفان دوغاريك ، إن القطاع الصحي هو أكثر القطاعات التي تضررت بسبب تغيير ولاية آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية , وقال دوغاريك في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة الدائم بنيويورك “في عام 2019 ، تم شحن مليون وأربعمئة وثلاثين ألفا من العلاجات الطبية عبر معبر اليعربية الحدودي مع العراق لمساعدة المحتاجين إليها. وهذه الشحنات عبر الحدود الآن قد توقفت”.
وحول الخدمات الطبية التي يُتوقع أن تتأثر أكثر من غيرها، قال دوغاريك إن الرعاية الطبية للأطفال في مقدمة ما سيتأثر من جرّاء وقف إدخال المساعدات عبر معبر اليعربية ، بالإضافة إلى الرعاية الإنجابية والرعاية الصحية الثانوية والتي تشمل علاج الصدمة والصحة العقلية والتغذية , وقال دوغاريك “طلب مجلس الأمن عبر اعتماد القرار 2504 من الأمين العام إمكانية إيجاد طرائق بديلة لمعبر اليعربية بحلول نهاية شهر شباط / فبرير.”
وشدد دوغاريك على أن الأمين العام ووكالات الأمم المتحدة سيفعلون كل ما في وسعهم للاستجابة لطلب مجلس الأمن , وكان مجلس الأمن قد تبنى يوم الجمعة الماضية قرارا مدد من خلاله عملية إيصال المساعدات عبر معبرين فقط إلى سورية بدلا من أربعة معابر، فيما خفض المجلس مدة ولاية القرار من سنة إلى ستة أشهر، حتى 10 يوليو/ تموز 2020
وتمكنت روسيا من فرض شروطها على أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي بتجديد تفويض الأمم المتحدة لعملية أدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لملايين المدنيين السوريين التي بدأت قبل ست سنوات , وذلك بتقليص عدد المعابر ومدة الترخيص لتفادي استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).وسمح المجلس باستمرار تسليم المساعدات عبر الحدود من موقعين في تركيا ولكنه استبعد معبر اليعربية مع العراق ونصيب مع الأردن.
وجدد المجلس هذه العملية لمدة ستة أشهر فقط بدلا من سنة , وطلب القرار من الأمين العام أن يقدم تقريرا إلى مجلس الأمن بحلول نهاية شباط / فبراير 2020 حول جدوى استخدام طرائق بديلة لمعبر اليعربية لضمان وصول المساعدات الإنسانية ، بما في ذلك الإمدادات الطبية والجراحية إلى المحتاجين إليها في جميع أنحاء سورية عبر معظم الطرق المباشرة ، ووفقا للمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية.
وقالت السفيرة الأمريكية كيلي كرافت للصحفيين إن القرار ”غير كاف تماما“.وأضافت ”السوريون سيعانون دون داع نتيجة لهذا القرار. السوريون سيموتون نتيجة لهذا القرار“ , وقالت الأمم المتحدة إن 2.7 مليون شخص في شمال غرب سورية و1.3 مليون آخرين في شمال شرق البلاد يعتمدون على المساعدات التي يحصلون عليها من العمليات التي تجري عبر الحدود. وموافقة المجلس ضرورية لأن حكومة الأسد لا توافق على عمليات تسليم المساعدات عبر الحدود
واتهمت كارين بيرس سفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة روسيا بتسيس المسألة , وقالت إن ”الشعب السوري رأى أياما تعيسة كثيرة منذ 2011 ولكن هذا اليوم ربما يكون أحد أتعس الأيام لأنها أول مرة يختار فيها أحد أعضاء مجلس الأمن خلط السياسة بالمساعدات الإنسانية , وقالت إن “روسيا تقامر بحياة الشعب السوري في شمال شرق البلاد”
ومنذ عام 2014 تعبر الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الحدود إلى سورية من تركيا والعراق والأردن عبر أربعة مواقع يوافق عليها مجلس الأمن الدولي سنويا , وعرقلت روسيا والصين جهود مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي بتمديد العملية عندما استخدمتا حق النقض (فيتو) ضد مسودة القرار الثلاثي المشترك بين الكويت وبلجيكا وألمانيا، بشأن التجديد لتلك الآلية , كان سيجيز استخدام ثلاثة معابر لمدة سنة