تشهد الأسواق السورية، مستويات قياسية لأسعار مستلزمات العيد من “ملابس ومكسرات وحلويات”، في ظل وجود مفارقة وفجوة كبيرة بين دخل المواطن والإنفاق المطلوب وخاصة مع تدهور سعر صرف الليرة السورية.
وانعكست هذه الفجوة جمودا في الأسواق، لتقتصر حركة البيع على الموسرين، فيما لجأ البعض الآخر للاقتصاد في الشراء، والتركيز على شراء المواد الغذائية الأساسية في المقام الأول.
إقبال ضعيف على شراء الملابس
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ياسر أكريم قوله، إن الإقبال على شراء الألبسة ضعيف، و لن يصبح هناك توازن اقتصادي، صحيح إلا عندما يصبح مستوى الدخل قريباً من حجم الإنفاق.
وأشار إلى أن الطلب على مستلزمات العيد العام الحالي أقل من الطلب خلال العام الماضي، في ظل ارتفاع التضخم بنسبة لا تقل عن 30 في المئة.
وأكدت الصحيفة أن الأسواق ممتلئة بكل السلع والأصناف، إلا أن قلة من المواطنين من يستطيع شرائها بسبب ارتفاع أسعارها، مقارنة بمستوى الدخل الشهري المنخفض.
وتشهد أسواق الألبسة في سوريا ركوداً هو الأكبر خلال سنوات الماضية، وفقاً لأصحاب محال ألبسة في الأسواق الشهيرة بدمشق مثل “الصالحية والشعلان والحمراء”.
وانخفضت المبيعات في تلك الأسواق الشهيرة، لأكثر من 90 في المئة عن العام الماضي، علماً أن عام 2021، شهد انخفاض المبيع بين 70 و80 في المئة عن الذي سبقه.
تضاعف أسعار المكسرات
حالة الغلاء التي تطال أسعار مستلزمات العيد، امتدت لتشمل المكسرات التي ارتفعت أسعارها لمستويات قياسية في مناطق سيطرة النظام.
وأعلن أمين صندوق “جمعية البن والمحامص والموالح”، محمد ثقباني، ارتفاع أسعار البن والمكسرات إلى أكثر من ضعف سعرها خلال الفترة الحالية نفسها من عام 2021، وسط توقعات بارتفاعها أكثر.
وبرر ثقباني، في حديث إلى موقع “الاقتصادي” المحلي، توقعاته بارتفاع أسعار المواد لاحقًا، بأن البضائع الموجودة في الأسواق اليوم هي مستوردة سابقًا، وعند انتهاء كمياتها سترتفع أسعارها أكثر بسبب قرار منع استيراد المكسرات.
وأضاف ثقباني أن مبيعات المكسرات والبن تراجعت بنسبة تصل إلى حوالي 40%.
وبحسب ثقباني، وصل سعر كيلو البندق إلى 40 ألف ليرة سورية، واللوز إلى 55 ألف ليرة، والفستق إلى 15 ألف ليرة، بينما يتراوح سعر كيلو البن بين 30 و45 ألف ليرة بحسب نوعه.
ارتفاع أسعار الحلويات بنسبة 25%
وقبل أيام، تحدث نائب رئيس “الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات” بدمشق، ماهر نفيسة، عن ارتفاع أسعار الحلويات بنسبة تصل إلى 25% خلال الفترة الماضية.
وأرجع نفيسة سبب ارتفاع الأسعار إلى الارتفاع “الجنوني” لأسعار المواد الأولية من جهة، وإحجام الناس عن شراء المادة من جهة أخرى، بحسب حديثه إلى إذاعة “ميلودي إف إم” المحلية.
وأوضح نفيسة أن أبرز المعوقات التي تواجه قطاع صناعة الحلويات تتمثّل بتأمين المحروقات والغاز، وانخفاض ساعات وصل التيار الكهربائي، مشيرًا إلى أن الصناعيين يتسلّمون نصف مخصصاتهم من المازوت فقط
وبحسب نفيسة، تصل نسبة الأشخاص الذين لا يزالون يشترون الحلويات رغم ارتفاع أسعارها إلى نحو 20%، معتبرًا أن هذه النسبة تشتري المادة “مهما ارتفع سعرها”.
وتشهد أسعار الحلويات ارتفاعات متسارعة، تزامنًا مع ارتفاع معظم المواد الغذائية والأساسية في مناطق سيطرة النظام السوري، يرافقه انخفاض في حركة المبيعات جراء تراجع القوة الشرائية لدى معظم السوريين.
ويعاني واقع الصناعة في سوريا مشكلات عديدة تتعلق بغياب الكهرباء والمازوت، والفرق بين سعر الصرف الرسمي وسعره في السوق السوداء، وعدم القدرة على تصدير المنتجات، وغياب الحلول الحكومية لهذه المشكلات، ما دفع بالعديد من الصناعيين إلى الهجرة خارج سوريا.