زار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الإمارات العربية المتحدة، أمس الجمعة، في أول زيارة لدولة عربية منذ عام 2011، فيما عبرت واشنطن عن قلقها وإحباطها من هذه الزيارة، معتبرة إياها تضفي شرعية على رئيس النظام السوري.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، استقبل الأسد في وقت سابق أمس الجمعة.
وأضافت الوكالة أن الجانبين ناقشا خلال اللقاء عددًا من القضايا “محل الاهتمام المشترك وتأكيد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسيًا وإنسانيًا للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها”.
وأكد محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما “يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية”، كما أن سوريا تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي.
وحضر اللقاء العديد من المسؤولين الإماراتيين، بينهم ولي عهد دبي، ونائب حاكم دبي، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وضم وفد النظام وزير الخارجية، فيصل المقداد، ونائبه، بشار الجعفري.
الأسد يلتقي حاكم دبي
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء الإماراتي نائب رئيس الدولة حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، بشار الأسد والوفد المرافق له في دبي.
وقالت “رئاسة الجمهورية” التابعة للنظام، في بيان، إن محمد بن راشد رحب خلال اللقاء بزيارة الأسد والوفد المرافق، والتي تأتي “في إطار العلاقات الأخوية” بين الجانبين.
وأضاف البيان أن اللقاء تناول مجمل العلاقات بين الجانبين وآفاق توسيع دائرة التعاون المشترك، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري.
وكان في استقبال بشار الأسد، لدى وصوله إلى مطار دبي، وفق البيان، منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
تعليق أمريكي
وتعقيبا على الزيارة، قالت الولايات المتحدة في بيان إنها “تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية” على الأسد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس “نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد على أن تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي فضلا عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن”.
العلاقات بين النظام والإمارات
وتشهد العلاقات بين النظام السوري والإمارات تقدمًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، خاصة الاقتصادية منها.
ففي التاسع من شهر تشرين الثاني الماضي، زار وزير الخارجية الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، دمشق والتقى ببشار الأسد، في أول زيارة من نوعها منذ عام 2011.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، أجرى في 20 تشرين الأول الماضي، اتصالا هاتفيا مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
وبحسب ماذكرت وكالة أنباء الإمارات حينها، فقد تناولت المكالمة الهاتفية علاقات البلدين الشقيقين و سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة.
كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا و منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال آذار 2020، أجرى بن زايد اتصالا هاتفيا مع الأسد، يعد حينها الأول بين الجانبين منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث تم بحث مستجدات انتشار فيروس كورونا المستجد والإجراءات المتخذة بين البلدين، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة، افتتاح سفارتها في دمشق في كانون الأول من عام 2018، منهية قطيعة دبلوماسية مع النظام السوري بعد اندلاع الثورة ضده في 2011.