أخطرت محافظة دمشق، مواطنين يقطنون في حي المزة 86 بدمشق، والذي تسكنه أغلبية موالية للنظام السوري، بضرورة إخلاء منازلهم خلال فترة أقصاها 90 يوماً من تاريخ استلامه القرار الصادر عن المحافظة.
وذكر مصدر من داخل “محافظة دمشق”، أن المحافظة تعتزم هدم وإزالة كل الأبنية والوحدات السكنية التي أسهمت جمعية البستان بإنشائها خلال العقد الأخير في المزة 86.
وأُنشئت جمعية البستان كغطاء لدعم قوات رديفة لقوات النظام مادياً، تحت مسمى جمعية إغاثية، مادفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات عليها عام 2017.
ما الدافع للقرار؟
وبرر المصدر في حديث لموقع تلفزيون سوريا، قرار الإخلاء، بوجود تخوف “لدى الفريق الأمني للنظام من ولاء مطلق لقاطني هذه الأبنية لرامي مخلوف وقلقه من أن يدفع هذا الأخير أنصاره في المزة 86 لإحداث بلبلة داخل النظام”.
وأضافت المصادر أن جمعية البستان، عندما اختارت الأشخاص للاستفادة من هذه الأبنية “كانت الأولوية تعطى لأبناء عشيرة الحدادين التي ينتمي إليها آل مخلوف وفي درجة ثانية للكلبيين العشيرة الأقل حجماً ونفوذاً بين عشائر العلويين”.
وأنشأت جمعية البستان أبنية طابقية وبنايات جديدة بدأت بالظهور بعد 2011، في مختلف مناطق المزة 86 وقد شُيّدت هذه الأبنية بطريقة مخالفة وعشوائية في الأحياء الشعبية والتوسعات التنظيمية، وعلى أطراف المخططات التنظيمية، وحتى ضمنها ومتجاوزة عليها.
ردة فعل قاطني الأبنية
هذا، وأثار قرار الهدم والإخلاء، حالةً من الانزعاج لدى قاطني أبنية جمعية البستان في المزة 86، الذين تقاطعت آراؤهم على أن الهدم سيكون جائراً بحقهم وهو ليس عادلاً ضمن الظروف الصعبة اقتصادياً ومعيشياً.
واعتبر قاطنوا تلك الأبنية، “أنهم سكنوا في العشوائيات، لأنهم لا يملكون مئات الملايين، كما تجار الحرب الكبار والذين يشترون بيوتاً في المشاريع التي تنجز أو في أي مناطق أخرى”.
محمد كان طالباً بكلية التربية في جامعة تشرين في العام 2011، ولكن العرض المغري الذي تلقاه من أحد أقاربه العاملين في جمعية البستان جعله “يختصر الطريق على نفسه” وينتقل للعيش في دمشق مع سكن يقارب الثمانين ألف ليرة وغرفتين في وحدة سكنية قيد الإنشاء يتم تسليم السكن فيها خلال ثلاثة أشهر.
عمل محمد كموظف إداري في أحد مستودعات الجمعية في المزة 86، يقول محمد لتلفزيون سوريا: “سكنت بشكل مؤقت عند أحد أقاربي حتى شهر أيلول من العام 2011، وبعدها استلمت شقة في وحدة سكنية في المزة جبل 86 خزان وتحديدا في ساحة الضباط بالقرب من جمعية البستان الخيرية خلف أبنية الضباط”.
حاول محمد مراجعة المحافظة للحصول على سكن بديل أسوة بمناطق أخرى تعرضت للهدم كما في المزة خلف الرازي، لكن كان جواب المحافظة بأن الوضع مختلف تماما بين الحالتين، فالمزة خلف الرازي مخالفات قديمة، بينما في المزة 86 فالبناء جديد ويعود لسنوات قليلة فقط.
وختم محمد بالقول: “بعد أن فقدت فرصتي في إكمال تعليمي الجامعي، لم يعد أمامي سوى العودة إلى قريتي سلورين خلال أقل من 90 يوما”.
حي المزة 86
بعد أن أسس رفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، “سرايا الدفاع” ومقره في “المزة جبل 86″، سمح لبعض عناصره ببناء غرف صغيرة من اللبن والصفيح لإيوائهم.
ومع مرور الوقت، أحضر هؤلاء العناصر عائلاتهم من قراهم الساحلية، وأصبحت فيما بعد منطقة سكنية ذات طابع عسكري، بحسب ما نقله موقع “دويتشه فيله” (DW).
وكان حي المزة جبل 86 قبل سبعينيات القرن الماضي عبارة عن أحراش وصخور وأراضٍ زراعية تعود ملكيتها إلى أهالي المزة (سكان دمشق خارج السور).
أما قمة الجبل الممتدة حتى سلسلة جبل قاسيون والأراضي المتاخمة له، فتعود إلى وزارة الدفاع، يحدها جنوبًا المزة أوتوستراد وغربًا مزة فيلات وشمالًا جبل قاسيون وشرقًا الشيخ سعد، وهي إداريًا تتبع لمدينة دمشق.