تجاهل بشار الأسد، في خطابه الأخير، الوضع المعيشي المتدهور للسوريين، مكتفياً برسالة داخلية موجهة الى كوادر حزب “البعث”، ركزت على التحضير لانتخابات مجلس الشعب المقررة في تموز/يوليو القادم.
وأهملت رسالة الأسد، والتي نقلتها صفحة جريدة “البعث” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الاشارة إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، مع قرب تطبيق قانون العقوبات الأميركي الجديد المشدد “قيصر”، حيث اكتفى بتشجيع كوادر الحزب على المشاركة في اختيار مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية القادمة.
وأرجع الأسد سبب ما يحصل في البلاد إلى معزوفة “الحرب المركبة والشرسة التي تواجه البلاد” وتداعياتها، مطالباً البعثيين باستمرار العمل على مواجهتها بكل الوسائل الممكنة، وأحدها المشاركة “بالاستئناس” حول اختيار مرشحي “البعث” للبرلمان.
وأقر بأخطاء بسيطة ارتكبها الحزب أو أعضاء أو قادة فيه، لكن لا يبدو أنها كانت مهمة من وجهة نظره لكي تستحق إقراراً كافياً بأثرها.
وضمّن رسالته أيضاً الحل لكل ما سبق، والذي يتمثل ب”القيام بأهم إجراء يحفظ المؤسسة الحزبية ويطورها ويقويها، وهو توسيع مشاركة القواعد الحزبية في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب..”.
ومن المؤكد أن اقتصار الكلمة/الرسالة على ملف حزبي خاص دون التطرق للشأن العام في سوريا، سيصيب السوريين الذين انتظروا خطاب الأسد بالصدمة، خاصة وأن الكثيرين منهم كانوا يتوقعون أن يعلن خطوات جديدة من أجل مواجهة الانهيارات الاقتصادية في البلاد، بينما كان البعض قد ذهب في تفاؤله أبعد من ذلك، حين توقع أن يقدم رئيس النظام تنازلات سياسية تساهم بالدفع بالعملية السياسية لانهاء الحرب في البلاد.
وكانت معلومات قد تحدثت الأحد عن توجيهات روسية تم إبلاغ بشار الأسد بها قبل ساعات من الكلمة التي كان ينوي القاءها تلفزيونياً، وأن موسكو اعترضت على مضمون هذه الكلمة التي لا تتفق وتوجهات الكرملين القادمة حول سوريا.