يحاول رئيس النظام السوري بشار الأسد قطع الطريق على ابن خاله رامي مخلوف الذي يحشد ضد عائلة الأسد طائفيا، وهو ما يخشاه النظام بشكل فعلي، فعائلة مخلوف لها سطوة داخل الطائفة أكثر من عائلة الأسد “الدخيلة” على الطائفة كما يحاول رامي مخلوف التلميح ضمن الفيديوهات التي يظهر بها كل فترة.
ولا يخفى على أحد تركيز حسابات مقربة من النظام السوري، على زيارات رئيس النظام، بشار الأسد إلى الساحل السوري آخرها إلى بستان الباشا مسقط رأس والدته أنيسة، وسبقها زيارات في سياق مسعاه للمصالحة مع آل مخلوف، بعدما توترت العلاقة بينهما على خلفية الحجز على أموال رامي.
كما زار القرداحة وعدة بلدات والتقى بوجهاء من الطائفة العلوية، لاحتواء الخلاف الذي طفا على السطح، ولطمأنة أنصاره في الساحل الذي يُعَدّ الخزان البشري للنظام ومؤيديه.وأخيرا حصل موقع تلفزيون سوريا على صورة من قرار رفع الحجز الاحتياطي عن الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لإسماعيل فيصل مخلوف وهو من المساهمين في شركة الكرنك للنقل بالترانزيت، ويملك نسبة في معمل المصنع الأوروبي للعطور والتجميل.
رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا الدكتور أسامة القاضي أكد في حديثه لتلفزيون سوريا أنه “من الواضح أن بشار الأسد يحاول ردم هوّة الخلاف التي تشكلت بينه وبين بيت مخلوف، ومنها قرارات رفع الحجز الاحتياطي عن أملاك بعض أفراد الأسرة وسبقها زيارة الأسد لعائلة مخلوف في آب 2020 حيث تدخلت عائلة إسماعيل في الوساطة بين العائلتين، واسترضى الأسد عائلة مخلوف بدفع شقيق رامي الأصغر، المدعو إيهاب، إلى الواجهة، حيث منحه حقوق تشغيل الأسواق الحرة في سوريا، وذلك بعد أن سُحبت من شركة راماك التي يملكها رامي.
واستحوذ إيهاب على العقد لمدة 5 سنوات، كما تم تعيين حسين مخلوف وزيرا للإدارة المحلية، فضلا عن ترؤسه الهيئة التنسيقية الوزارية السورية – الروسية، كل هذا يصب في تحقيق هدف الأسد بتوصيل رسالة أن الخلاف مع رامي لا يعني الخلاف مع العائلة جميعاً”.
وأضاف الدكتور القاضي أن “النظام يهدف إلى تكريس الفساد في سوريا وجعله جزءا من نظام البلد بحيث لا يرتبط بأشخاص وإنما مأسسة الفساد وجعل لكل مسؤول واجهات اقتصادية تعمل لصالحه، والإصرار على نهب ثروات البلاد والإدارة الهزيلة للاقتصاد السوري”.
ومع اندلاع الثورة السورية مطلع العام 2011، حاول رامي مخلوف استغلال الاستياء من الوضع المعيشي السيئ الذي يعيشه العلويون في الساحل السوري، من أجل التأثير في الحاضنة الاجتماعية الأهم للنظام، وسحب ما أمكن من أبناء الطائفة إلى صفّه، في سياق معركة لم تكن متوقعة مع ابن عمته، عبر جمعية البستان، وهذا ما تطرق إليه مرارا خلال ظهوره المتكرر على وسائل التواصل الاجتماعي.
الدكتور القاضي أكد بأن عقلية النظام السوري لن تتغير حتى لو عادت الأمور كما يعتقد بعضهم إلى ما قبل 2011، وقال: “لو فرضنا أن كل الجيوش الموجودة على الأرض السورية، الأميركية والتركية والروسية وبقية الجيوش خرجت من البلاد، فإن النظام سيحكم البلاد بالعقلية نفسها بل أسوأ من قبل، من عدم الشفافية والمحاباة، وتغليب العائلة على حساب البلد، واستنساخ منظومة اقتصادية فاسدة لنهب البلد تتبع لأسماء الأسد، هذا ينذر بخراب ما تبقى من البلاد يتبعه انهيار اقتصادي ومالي وتفشي الجوع والفاقة والعذابات لكل من بقي على الأرض السورية”.
وختم القاضي كلامه بأن زيارة الأسد الأخيرة للساحل توحي بأن لديه تخوفاً حقيقياً من نجاح مخلوف في خلق تيار داخل الطائفة العلوية، ما من شأنه التأثير سلباً في نظامه المتهالك أصلاً بسبب سنوات الحرب الطويلة والعقوبات الدولية والأميركية التي أتت على ما تبقى من اقتصاده.
“فنفوذ عائلة مخلوف لا يقتصر على رامي وأشقائه، فقد شغل عدنان مخلوف، لفترة طويلة قيادة الحرس الجمهوري، وابنه خلدون، سيطر على قسم كبير من القطاع السياحي والفندقي في سوريا”.
سامي جمعة _ تلفزيون سوريا