تطرق رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، أمس الأحد، إلى الوضع على الحدود الشمالية، مشيرا لارتفاع تهريب المخدرات من سوريا، وكاشفاً في الوقت نفسه عن أن المملكة الأردنية الهاشمية تسعى لعلاقات جيدة مع إيران.
حوار مع النظام السوري
وقال الخصاونة خلال مقابلة مع شبكة “بي بي سي”، إن هناك ارتفاعاً مضطرداً وكبيراً في عمليات تهريب المخدرات بشكل أساسي، مشيراً إلى وجود حوار ونقاش مع النظام السوري من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية وتنسيق في هذه المنطقة الممتدة لمسافة تزيد على 340 كيلو متراً.
وأكد أن المملكة ” تعلم طبيعة وحجم التحديات على الجانب السوري من الحدود، ونحن نكمل هذا الجهد من جانبنا لمنع عمليات التهريب وإيقافها “ولكنها عمليات منظمة وتشكل تهديدا يوميا وكبيرا”.
ولفت إلى أن شبكة التهريب تمتد إقليمياً على مساحة أكثر من دولة، وعائداتها تسهم في تمويل من يقوم بالاستثمار بهذه التجارة بشكل ما.
واعتبر أن الشرطة العسكرية الروسية كانت تلعب دوراً اساسياً ومحورياً في توفير الأمن عبر اتفاقيات الهدنة “والمصالحة” التي رعتها روسيا في مرحلة من المراحل تحديداً في الجنوب السوري.
العلاقة مع إيران
وبخصوص العلاقة مع إيران، أكد الخصاونة أن بلاده تسعى لعلاقات جيدة مع طهران، ولم تتعامل معها يوماً واحداً على أنها مصدر تهديد للأمن القومي، لكن لدى المملكة ملاحظات على تدخلها في بعض الدول العربية.
وأوضح بالقول: “لدينا ملاحظات جوهرية وجذرية حول كيفية تعامل طهران مع بعض الملفات الإقليمية، ومع بعض أنماط وأشكال التدخلات في دول شقيقة نعتبر أن منظومة أمنها القومي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي الأردني، ومن ضمنها دول الخليج العربي الشقيقة”.
وأشار الخصاونة إلى أن “الأردن يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار”.
وتعتبر تصريحات الخصاونة، أقل حدة من تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والتي قال فيها إن بلاده تواجه المزيد من المشاكل مع الميليشيات الإيرانية على حدودها مع سوريا، معلناً في الإطار ذاته دعمه لفكرة إنشاء حلف “ناتو عربي”.
وأضاف الملك عبد الله الشهر الماضي: “واجهنا المزيد من المشاكل مع الميليشيات الإيرانية على حدودنا مثل تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، وعاد تنظيم داعش الإرهابي للظهور مرة أخرى”.
وشهدت العلاقات الأردنية الإيرانية قطيعة استمرّت قرابة عقدين، بعد دعم الأردن للعراق في حربه ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي.
وتحدثت مصادر حكومية عراقية مؤخراً، عن إجراء حوارات في بغداد، بين ممثلين من إيران والأردن، دون تأكيد رسمي من الجانبين.