في 15 تموز / يوليو 2022 عقدَ تنظيم الشبيبة الثوريّة التابع لحزب العمال الكردستاني اجتماعاً طارئاً في مقرّه الرئيسي في مدينة القامشلي لمناقشة سُبل مواجهة العملية العسكريّة التركيّة المتوقّعة، جرى الاجتماع برئاسة القيادي في التنظيم “بدران قامشلو” وبحضور أكثر من 120 من أعضائه ورؤساء مقراته المنتشرة في كافة مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، وخلص الاجتماع إلى إطلاق حملة تهدف إلى استنفار وتجييش المجتمع المحليّ لمواجهة الهجوم المحتمل.
وركّزت الحملة على عمليات التجنيد وعمليات التدريب العسكريّ على استخدام السلاح من قِبل المدنيين -من سكان مقيمين ونازحين في المخيمات كمخيم “واشو كاني” في محافظة الحسكة- وتمّت هذه الأنشطة بالتعاون والتنسيق مع المجالس المحليّة والكومينات والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتيّة. كما قام عناصر التنظيم بإشراك المدنيين في أعمال عسكريّة غير قتالية كحفر الأنفاق وإنشاء السواتر الترابيّة في مداخل المدن والبلدات ومحيط المقرّات العسكريّة في عدد من المناطق وخاصةً القامشلي وعامودا والدرباسيّة.
وبدأت الحملة في الأيام الماضية بعمليات جمع تبرُّعات ماديّة وطبيّة من المراكز الصحيّة الخاصّة والعامّة الموجودة في المنطقة وخاصةً في مدينة منبج بدعوى تأمين مخزون احتياطي من هذه المواد تحسُّباً للعمل العسكري التركي المتوقّع.
كما قام التنظيم بحشد عناصره وإجبار عدد من المدنيين وموظفي المجالس في الإدارة الذاتيّة على تنفيذ وقفتين أمام القواعد العسكرية الروسيّة في مدينتَيْ عين العرب/ كوباني وعين عيسى، للاحتجاج على عدم تحرُّك القوات الروسيّة لمنع عمليات الاستهداف الجوّي التركي المستمرة والمتصاعدة ضدّ عناصر وقياديي حزب العُمّال الكردستاني في المنطقة.
ويُلاحظ -ممّا سبق- أنّ تنظيم الشبيبة الثورية ما زال مستمرّاً في أداء المهامّ التي لا تستطيع قسد والإدارة الذاتية تنفيذها بشكل مباشر لصالح حزب العمال الكردستاني، خاصةً أنّ هذه الأنشطة تُعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان والحقوق القانونيّة التي تضمنها جميع التشريعات الدوليّة التي سبق أن وقّعت قسد على مذكرات التزام بجزء منها.
لكنّ إعلان الإدارة الذاتية حالة الطوارئ العامة، والذي جاء قبل أسبوع من إطلاق حملة التجنيد وجمع التبرُّعات، شكّل بيئة أكثر ملاءَمة لتنظيم الشبيبة الثورية من أجل تنفيذ أنشطته.
ومن الواضح أنّ حزب العُمّال الكردستاني يحاول استغلال تهديد تركيا بشنّ عملية عسكرية ضده في بناء وتوسيع قاعدته الشعبية داخل مناطق سيطرة قسد، من خلال عمليات التجنيد وإقامة الفعّاليات والأنشطة الأيديولوجية التي يقوم بها عناصر تنظيم الشبيبة الثوريّة التابعة له، عدا أنّه يستفيد من هذه الأنشطة في تأمين الموارد الماليّة والبشريّة له وللتنظيمات التابعة له دون الاعتماد فقط على أنشطة قسد والإدارة الذاتيّة كعمليات التجنيد الإجباري التي يقوم بها مكتب الدفاع التابع لها وآخِرها الحملة التي أطلقها في 20 تموز/ يوليو 2022.
المصدر: مركز جسور للدراسات