صعدت قوات الأسد المدعومة من روسيا ، من قصها للمنطقة العازلة المفروضة في ريف إدلب ومحيطها , واستهدفت بالقذائف الصاروخية مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي ، ما اسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين , وأكدت تقارير اعلامية وناشطين أن قوات النظام قصفت مدينة معرة النعمان بقذائف صاروخية تحمل قنابل عنقودية ، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين ، وإصابة عدد آخر بجروح , وتزامن ذلك مع استمرار قصف ريف حماة ، لاسيما قرى وبلدات سهل الغاب بقذائف المدفعية الثقيلة ، ما ادى الى استشهاد طبيب.
جاء ذلك، بعد قصف عنيف طال مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي راح ضحيتها 9 مدنيين على الأقل ، هم 6 أطفال و3 نساء ، في حين أصيب 9 آخرون بجروح , وبسبب شدة القصف، علقت سلطات المعارضة دوام المدارس في ريفي حماة الشمالي والغربي , وذكر مسعفون وشهود في ادلب أن 15 شخصا على الأقل قضوا وأصيب العشرات ، في انفجارين وقعا الاثنين وسط مدينة إدلب , وأضافوا أن قنبلة جرى تثبيتها بسيارة متوقفة انفجرت بأحد الشوارع الرئيسية في المدينة ، وأن عددا من الشهداء والمصابين من العاملين في الدفاع المدني ، الذين وصلوا إلى موقع الانفجار قبل لحظات من وقوع انفجار ثان في موقع قريب.
وقال بعض الشهود إن الانفجار الثاني كان لقنبلة مثبتة في دراجة نارية , وأظهرت لقطات ، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، أفراد إنقاذ وهم ينتشلون جثثا ومصابين من المدنيين من بين حطام يحترق , وتخضع إدلب ، الواقعة في الركن الشمالي الغربي لسورية ، لسيطرة “هيئة تحرير الشام” المؤلفة من تكتل لفصائل مسلحة ، يقودها فصيل كان تابعا لتنظيم القاعدة في سورية ، وتتعرض المدينة منذ وقت طويل لهجمات تفجيرية وعمليات اغتيال , ويقول قادة “هيئة تحرير الشام” إن موجة الهجمات في المنطقة المكتظة بالسكان، التي يعيش فيها عشرات الآلاف من المدنيين ، تهدف إلى زعزعة استقرار آخر معقل للمعارضة في الحرب التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه على الثورة الشعبية في سورية المستمرة منذ 8 أعوام
وقال شهود إن قوات الأسد وفصائل مسلحة مدعومة من إيران كثفت قصفها المدفعي لبلدات في محافظة إدلب على الحدود مع تركيا , ولم توفر اتفاقية خفض التصعيد في إدلب وما تضمنته من بنود تشدد على ضرورة تجميد كافة أشكال الأعمال القتالية من قصف وتحركات عسكرية، في ختام القمة الروسية التركية في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، سوى جانب آخر من المعاناة لملايين السوريين، عكس ما كان متوقعا , إذ عصفت بإدلب -معقل الثورة الأخير في الشمال السوري – موجة من التفجيرات والاغتيالات وانتشار مريب لعصابات السلب والنهب والخطف مقابل فدى مالية في الآونة الأخيرة , وتزامن التصعيد الميداني في إدلب مع تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كشف عن إعداد قادة عسكريين روس خطة للقضاء على “جبهة النصرة” في محافظة إدلب
Array