قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن اجتماع رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان برئيس مكتب الأمن القومي التابع لنظام الأسد في موسكو , كان أنه “بهدف الحفاظ على المصالح التركية وإحلال الاستقرار في المنطقة , أنقرة تدعم دائما مبدأ حل المشاكل بالوسائل السياسية” , ويأتي اعتراف أكار بعقد الاجتماع بعد تكتم من قبل المسؤولين انقرة ووسائل الإعلام الرسمية التركية , وقال أكار في تصريح أدلى به للصحفيين ، الثلاثاء حول الاجتماع الذي جرى أمس بحضور الجانب الروسي :”إن المؤسسات والمسؤولين الأتراك يقومون بفعاليات متنوعة في المحافل الدولية بهدف الحفاظ على المصالح التركية والمساهمة في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة”
وقال مسؤول تركي كبير، إن رئيسي جهازي المخابرات اجتمعا في موسكو، الاثنين، في أول اتصال رسمي معلن منذ سنوات , وقال الجانبان إن هناك اتصالات للمخابرات ، لكن هذا أول اعتراف صريح بمثل هذا الاجتماع على مستوى رفيع , وقال المسؤول تركي , إن المحادثات تضمنت “إمكانية العمل معا ضد وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني في شرقي نهر الفرات” , ورجح مراقبون إن يكون اللقاء من أجل التوصل إلى تسوية حول ميليشيات “الكردستاني” وهو المطلب التركي مقابل تحقيق مساعي نظام الأسد بفتح الطرق الرئيسية بين مدن حلب واللاذقية وحلب وحماة التي تسيطر عليها فصائل الثوار
وكانت وسائل إعلام نظام الأسد قد أكدت أن موسكو استضافت ، مساء الاثنين , “محادثات ثلاثية بين ممثلين عن سورية وروسيا وتركيا” , وأفاد الإعلام الرسمي بأن الاجتماع عقد بمشاركة “عدد من المسؤولين الروس” دون الكشف عن هوياتهم , وجرت هذه المحادثات، التي لم تؤكدها رسميا موسكو ، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن التوصل إلى اتفاق مع تركيا حول وقف إطلاق النار في منطقة إدلب لخفض التصعيد، اعتبارا من 9 كانون الثاني يناير، بينما قالت وزارة الدفاع التركية إن الهدنة دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل 12 كانون الثاني يناير.
وأوضحت وكالة “سانا” وقناة “الإخبارية” أن جانب نظام الأسد ، الذي مثله رئيس مكتب الأمن الوطني، اللواء علي مملوك، طالب الطرف التركي ، “بالالتزام الكامل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضا وشعبا”، إضافة إلى “الانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية كافة” , كما دعا إلى “ضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي بشأن إدلب المؤرخ بيوم 17 أيلول سبتمبر 2018، وخاصة في ما يتعلق بإخلاء المنطقة من الإرهابيين والأسلحة الثقيلة وفتح طريق حلب – اللاذقية وحلب – حماة”.
وعلى صفحتها الأولى نشرت صحيفة “الوطن” المقربة من نظام الأسد , تقريراً قالت فيه “في خطوة حملت دلالات سياسية مهمة، عقد في العاصمة الروسية موسكو أمس، اجتماع ثلاثي سوري روسي تركي لمناقشة الوضع في سورية , وكالة “سانا” الرسمية التي أعلنت عن الاجتماع في خطوة وصفها مراقبون بـ”الهامة”، قالت إن الجانب السوري ممثلاً برئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، طالب خلال الاجتماع، الجانب التركي بالالتزام الكامل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً، والانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية كافة”