أنهت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا “دليلها” الذي خصصته لعائلات وأسر المعتقلين والمختفين قسراً داخل أقبية نظام الأسد وسجونه في سوريا.
ويهدف الدليل لعرض تفاصيل قصص ووقائع ابتزاز واحتيال مالي، رافقت ذوي المعتقلين والمختفين قسراً في سجون النظام السوري منذ عام 2011 وحتى الآن.
وقال المعتقل السابق وأحد مؤسسي “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” المشرفة على إعداد الدليل، دياب سرية، إن هذا الدليل، وهو الأول من نوعه، يأتي بعد سنوات من العمل والتوثيق مع عائلات المختفين قسراً والمعتقلين والناجين من الاعتقال والتعذيب في مختلف مراكز الاحتجاز السورية، وفي سجن صيدنايا، ولدى بعض الفصائل المسلحة.
وبيّن سرية في حديث لتلفزيون سوريا، أن الدليل هو حصيلة استماع وتوثيق مئات الأحداث، والاطلاع على الكثير من الوثائق (التي كانت في الغالب مزورة)، والمحادثات التي جرت بين العائلات وبين المحتالين ورجال الأمن خلال عمليات الاحتيال أو بعدها.
الابتزاز بالمال .. شبكات من المستفيدين
مدير مجموعة ملفات “قيصر” المحامي إبراهيم “القاسم” وهو محام عمل في الدفاع عن المعتقلين والمعتقلات داخل سوريا، قال إن عمليات الابتزاز تبدأ، من التوقيف أو الإيداع في غرف الاعتقال أو مراكز الشرطة، وإن كثيراً من الحالات تطورت وصولاً إلى المحاكم والمعتقلات والسجون مثل سجن عدرا أو سجون الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية وصيدنايا وغيرها من أماكن احتجاز المدنيين.
ونوه في حديث سابق لتلفزيون سوريا، إلى أن كبار الضباط في النظام السوري متورطون في عمليات الابتزاز، إضافة إلى المحاكم العسكرية ومحكمة الإرهاب والمحكمة الميدانية.
وأوضح “القاسم” أن هناك شبكات من المستفيدين تتكون من ضباط الأجهزة الأمنية أو المجموعات المسلحة الرديفة لقوات النظام، كما تحيط بمجموعات الخطف، مجموعات أخرى مستفيدة تتكون من سماسرة ومحامين وقضاة مهمتهم إما الوساطة للحصول على المعلومة، مثل مكان الاعتقال، أو التدخل في مرحلة لاحقة لتخفيف الحكم أو إخلاء السبيل أو حتى إيصال رسالة أو تأمين زيارة للمعتقل.
ولفت إلى أن المحاكم المدنية كانت مكاناً للسمسرة والتفاوض مع أهالي المعتقلين لتحصيل الأموال منهم مقابل بوعود بإخلاء سبيلهم أو حتى نقلهم إلى سجون أخرى.
وأشار إلى أن عدداً من المحامين في المحافظات الأخرى انتقلوا إلى دمشق بهدف الانخراط في عمليات السمسرة المربحة على حساب المعتقلين، كما أن عدداً من القضاة كانوا يتزاحمون للانتقال إلى محكمة الإرهاب حيث تتم محاكمة المعتقلين، وذلك بهدف ابتزاز ذويهم لكسب المال.
يذكر أن الدليل سيتم إطلاقه يوم الثلاثاء المقبل عبر موقع رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا ومعرفاته الرسمية، ووسائل إعلام سورية وتركية.