ربطت إسرائيل أمس الإثنين، إمكانية عودة النظام السوري للعب دور جديد في الشرق الأوسط، وعودته إلى الجامعة العربية بقطع ارتباطه مع إيران.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس خلال ندوة استضافها “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط”، إذا أراد الأسد أن يكون جزءاً من المنطقة، فيجب عليه قطع علاقاته السلبية مع إيران والإرهاب الذي تنشره في سوريا”.
وأوضح غانتس أنه “في الفترة الأخيرة، شهدنا المزيد من الاستقرار في سوريا، وأرى أن هناك نشاطاً بين دمشق ودول في الجامعة العربية”.
وأشار إلى أن بلاده تعمل ضد عمليات نقل الأسلحة والتهديدات التي تشكلها إيران ضدها في سوريا”، لافتاً إلى أن دعم إيران للنظام السوري، منحها حصة كبيرة في منطقة نفوذ في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، دافع غانتس عن موقف بلاده من الغزو الروسي لأوكرانيا، ورفضها الانخراط في العقوبات الغربية ضد موسكو أو دعم أوكرانيا بالسلاح.
وأضاف’ “نحن دولة صغيرة، ولدينا الكثير من الاعتبارات الإقليمية التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار”، مضيفاً أن “إسرائيل تتشارك منطقة حدود مع روسيا، فوق سماء سوريا ولبنان، وأعتقد أننا على حق بالفعل”.
خطة إسرائيلية سابقة لإعادة الأسد للجامعة
كان تقرير لصحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية أشار إلى أن رئيس الوزراء الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أحبط مؤخرًا مبادرة إقليمية روّج لها سلفه، بنيامين نتنياهو، لإعادة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى جامعة الدول العربية.
وتحدث التقرير، الصادر السبت 2 من نيسان الجاري، عن أن نتنياهو بدأ منذ 2019 بتمرير هذه المبادرة المبنية على فكرة المصالحة الدولية مع انتصار الأسد، مقابل اتفاق القوى معه على انسحاب القوات الإيرانية من سوريا.
وأضاف أن هذه المبادرة أُثيرت لأول مرة قبل ثلاث سنوات، خلال اجتماع عُقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي والروسي.
وكانت تقضي الخطة حينها، بإصدار الأسد دعوة إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011، بدعوى أنها لم تعد مطلوبة هناك، وعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وتفعيل دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات، استثماراتها في الاقتصاد السوري كي تحل محل إيران في هذه المسألة.
رأيان في الجامعة بشأن العلاقة السورية الإيرانية
وفي أواخر آذار الماضي، تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط عن وجود رأيين في الجامعة العربية حول إبعاد سوريا عن إيران.
وقال أبو الغيط في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن هناك إعادة تفكير في أنه إذا فُتح الباب لعودة سوريا إلى الجامعة، فلعل هذا يبعدها عن إيران.
ووفف أبو الغيط، هناك في المقابل، رأي آخر من بعض الدول العربية، يقول “إن هذه علاقة استراتيجية قائمة منذ حكم حافظ الأسد ولن تتغير”.
يشار إلى أن الجامعة العربية، قررت تجميد مقعد النظام السوري فيها في خريف 2011، على خلفية لجوء الأخير إلى الخيار العسكري لقمع الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.
و صدر قرار التجميد بموافقة 18 دولة عربية، مقابل رفض سوريا ولبنان واليمن، وامتناع العراق عن التصويت.
