رتوفيت الناشطة في المجال الإنساني، نور الهدى حفار، أمس الجمعة، عن عمر يناهز 73 عاماً، في إثر نوبة قلبية، بعد مسيرة عمل إنساني وتربوية طويلتين مع الأجيال وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال اليتامى، بدءاً من مدينتها حلب إلى مكان تهجيرها.
ولاقى رحيل “أم وسيم” أو أم اليتامى وأم المساكين وأم الغلاببة، طيفاً واسعاً من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل سوريين وجمعيات خيرية وإنسانية وفرق تطوعية وفعاليات مدنيّة.
مشروع ذوي الاحتياجات الخاصة
كان مشروع رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، محورياً في حياة الراحلة “أم وسيم”، تنقّل في أبرز محطّات حياتها، والذي تفتقت بذوره من وقع معاناةٍ شخصية لــ”نور الهدى”، جراء إصابة طفليها بمرض “التلاسيميا”، الأمر الذي دفعها إلى تحويل الهاجس الشخصي إلى مشروع عامٍ يرعى أطفالاً ومصابين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أبصر مشروع الراحلة النور عام 2013، وتحديدا من حي المشهد الذي كان خارجا عن سيطرة النظام السوري حينها.
المشروع ينتقل لريف حلب الغربي
بعد وصولها ريف مدينة حلب الغربيّ، بعد سيطرة النظام السوري على مدينة حلب أواخر 2016، تنقلت في عدة بلدات بدءاً من “كفركرمين” إلى مدينة الأتارب، انتهاءً ببلدة “الجينة” حيث أكملت مشروعها وأعادت افتتاح مدرسة “الجسر الذهبي” لكن بإمكانات خجولة جداً، إذ توقف الدعم عن المدرسة على اعتبارها قريبة من خطّ التماس وهو ما ينافي معايير الدعم.
ضمت المدرسة التي كانت ضمن منزل عربي قديم تدفع “أم وسيم” أجره شهرياً، نحو 60 طالباً وطالبة من “ذوي الهمم” كما تحبّ الراحلة أن تسميهم.
معوقات المشروع
وعانى مشروع الراحلة نور الهدى حفار من عدة معوّقات رئيسية، أبرزها غياب الدعم المالي عن كادر المدرسة، وتوفر بناء تعليمي متخصص لاستقبال الأطفال، إضافةً إلى غياب وسيلة لنقل الأطفال والمصابين من منازلهم إلى المدرسة مياومةً،
يكشف نجل الراحلة”وسيم ستوت” أنّ والدته عملت خلال الفترة الماضية، على بناء مدرسة مستقلة لرعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، واشترت أرضاً في بلدة الجينة على نفقتها الشخصية من أجل ذلك، إلا أنّها توفت ولم تجد جهةً تكمل المشروع وتموّل عملية البناء.
وأضاف لموقع تلفزيون سوريا، أنّ الأرض موجودة وهي موهوبة للمشروع بحال أرادت أية جهة تبني المشروع وبناء المدرسة عليها.
وختم حديثه بالقول، إن “مشروع المدرسة مستمر في بلدة الجينة وسيتم تحويل اسم المدرسة من “الجسر الذهبي” إلى مدرسة “نور الهدى حفّار، أم الغلابة” بنفس الكادر التطوعي وعلى ذات النهج والمسيرة العطرة.