أماني إبراهيم بطلة حكاية سورية في مهرجان “TEFF” السينمائي

من المقرر عرض فيلم “Concrete Valley“، في 16 من أيلول الحالي، ضمن فعاليات مهرجان “THOMAS EDISON FILLM FESTAL” لعام 2022 (TEFF)، بعد عرض سابق جرى في 12 من الشهر نفسه.

ويحمل الفيلم في جعبته أفكارًا ومواضيع تصب اهتمامها على المجتمعات اللاجئة والمهاجرة، بصرف النظر عن جنسيات أبنائها، وذلك من خلال قصة عائلة سورية لجأت إلى كندا للتو.

الأحداث تتمحور حول عائلة بطلاها طبيب سوري وزوجته، يواجهان في كندا مجتمعًا جديدًا يحتّم عليهما البدء من جديد، والتأقلم مع واقع مختلف لم يكن منشودًا أو مخططًا له في بال أي منهما.

عنب بلدي تحدّثت إلى بطلة الفيلم، الممثلة الأردنية أماني إبراهيم، التي أشارات إلى حالة ضياع يناقشها الفيلم، كشعور يرافق القادمين الجدد إلى بلاد كهذه.

كما يتناول العمل بشيء من التفصيل علاقة الزوجين (رشيد وفرح) ببعضهما، وبالمجتمع المحيط، في ظل عدم قدرتهما على المضي قدمًا، ومحاولتهما خلق جديد في واقعهما دون أن ينتفي تعلقهما بالماضي والمكان الذي جاءا منه.

حالة الشتات الذهني والعاطفي التي يعيشها اللاجئ بين ما كان يعيشه وما فُرض عليه هي الأساس في “Concrete Valley”، فرشيد كان طبيبًا في سوريا، لكنه لا يستطيع ممارسة مهنته في كندا فور وصوله، إذ عليه مثلًا تعلم اللغة والاندماج بالبلد وثقافته والمجتمع، كما أنه متعلق ببلاده، فالأحلام والطموحات لا تزال حاضرة في النفس، والواقع يكذّب الحلم، والأمر ينطبق أيضًا على الزوجة.

أحد مشاهد الفيلم

لا مواجهة

قالت الممثلة أماني إبراهيم، إن “الفيلم بطيء، تغيب عنه حالة المواجهة، باعتبار أنه يناور في تفاصيل الحياة اليومية للزوجين، وأسلوب عيشهما، وبحثهما عن نجاة تنتشلهما من عالم تحت السطح الذي لا يزالان فيه”.

وحول الصعوبات أو المواقف التي واجهت فريق العمل خلال التصوير، أوضحت الممثلة أن العامل الرئيس والمحوري في نقل العمل هو اللغة، باعتبار أن المخرج ليس عربيًا، والكاتبة سورية، وهناك تحدٍ للمخرج بإخراج عمل بلغة لا يتقنها معتمدًا على الترجمة من فريق العمل.

بطلة العمل اعتبرت فكرة العرض ضمن المهرجانات وسيلة لنقل صورة عن المجتمع اللاجئ أو المهاجر، عبر سرد تفاصيل حياة اللاجئين والمهاجرين اليومية، ومدى تعلّقهم بأشياء وأفكار وربما هي أحلام من ماضيهم.

كما لفتت إلى أن حياة المهاجرين في كندا ليست سهلة بالنظر إلى كونهم عالقين في مربع إرثهم الفكري والثقافي، ويعوزهم الدعم.

حاجة إلى الدعم

باستثناء حالة الأمان التي يلقاها اللاجئ أو المهاجر في كندا، فإن وقتًا يحول بينه وبين استئناف حياته وفق مسار طبيعي، وعلى اللاجئ أن يواجه ذلك في ظل غياب أي دعم حقيقي لأفكاره أو مساعيه وطموحاته.

ومن الضروري، وفق الممثلة، أن يلمس الآخرون هذه الفكرة، وأن تصلهم الحالة، في سبيل إيصال الصوت ونقل الصورة بشكل غير مباشر، ولا سيما أن اللاجئين والمهاجرين في كندا هم بالأساس من دول كثيرة.

الفيلم يستمد اسمه (بعد ترجمته للعربية: وادي الخرسانة) من موقع تصوير الأحداث ومسرحها، وهو منطقة ثورن كليف بارك، التجمع السكني الغني بالمهاجرين من كل مكان، وهو عبارة عن أبنية أسمنتية كبيرة قرب وادٍ، وأغلبية سكان المنطقة من المهاجرين.

طفلان يجلسان قرب ضفة النهر وتستلقي قربهما فرح في أحد مشاهد الفيلم

أما عن أبرز رسائل الفيلم فهي عميقة وغير سطحية، عبر عرض حالة الضياع ونخر العلاقة بين الزوجين، الذي يتصاعد دون مواجهة حقيقية ما يبعد كلًا منهما عن الآخر، فتضيع لغة التواصل، وتبرز حالة تفكك يركّز عليها الفيلم.

العمل لا يتناول سوريا كبلد فقط، رغم أن العائلة صاحبة الحكاية سورية الجنسية، لكنه موجه أيضًا ويحكي قصة تنطبق إلى حد بعيد على كل لاجئ جديد أو مهاجر أو مغترب يصل إلى مكان يفقد فيه التواصل مع ذاته، ويشعر بالتقدم رغم مراوحته بنفس المكان.

الفئة التي يستهدفها العمل أكثر من غيرها هي المهاجرون الجدد، ومن اضطر لمغادرة مكانه وبيته وبلاده للبناء من جديد ومواجهة واقع مختلف، والانطلاق من الصفر وخلق بداية تخالف التوقعات، وفق بطلة العمل.

الفيلم من بطولة حسام دهنة أيضًا، وعبد الله نداف، عن سيناريو تيامى الكملي، وأنطوان بورجيه، وهو مخرج سينمائي يعمل في كندا وله مجموعة من الأعمال القصيرة مثل “Woman Waiting”، و”William in White Shirt”، وفيلم متوسط الطول هو “East Hastings Pharmacy”، أما “Concrete Valley” فهو أحدث أعماله إخراجيًا.

من أماني إبراهيم؟

ممثلة أردنية مقيمة في كندا شاركت في العديد من الأعمال السينمائية مختلفة الطول زمنيًا.

حصلت أماني على دور رئيس في الفيلم الروائي الطويل “Burnings” عام 2014، ودور مساعد في فيلم “My Favourite Fabric” الذي عُرض في مهرجان “كان” السينمائي عام 2018.

كما قدمت العديد من المشاريع، مثل المسرح التفاعلي والأفلام القصيرة في الشرق الأوسط وكندا.

الممثلة أماني “بوستر الفيلم”

ما “TEFF”؟

مهرجان توماس إيديسون أُسس عام 1987 في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، لتشجيع الابتكار في فن الصورة المتحركة، وإلقاء الضوء على القضايا ذات الاهتمام العالمي.

عُرف المهرجان سابقًا باسم “مهرجان بلاك ماريا السينمائي”، ويستقبل جميع الأعمال السينمائية، بما فيها الروائية والتجريبية والرسوم المتحركة والوثائقية والرقص والأعمال التي تتناول البيئة والعرق والطبقة والهجرة، والأشخاص ذوي الإعاقة وقضايا العدالة الاجتماعية، إلى جانب الأعمال العاطفية والجذابة التي تؤدي دور التعليم والترفيه في نفس الوقت، وفق تعريف المهرجان لنفسه عبر موقعه الإلكتروني الرسمي.

حسام المحمود _ عنب بلدي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...
Exit mobile version