أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن بلاده لن تخلي بأي شكل من الأشكال نقاط المراقبة الـ12 في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب ، شمال غربي سورية , وقالت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن أكار ترأس اجتماعاً رفيع المستوى، عقده بولاية هاتاي (جنوب) مع قادة الوحدات التركية المتمركزة على حدود سورية , تناول التطورات في الشمال السوري، ومجريات الأحداث في إدلب خلال الفترة الأخيرة ، بحضور قيادات الجيش، على خلفية الحملة العسكرية التي تشنها قوات نظام الأسد بمساندة روسيا على المناطق المحررة في إدلب.
وشدّد أكار على أن تركيا تبذل جهودًا حثيثة ليلًا ونهارًا من أجل منع حدوث مأساة إنسانية في هذه المنطقة ، وتقدم التضحيات لإنهاء المآسي والكوارث بالمنطقة , وأكّد أن نظام الأسد يواصل هجماته ضد الأبرياء ، رغم جميع الوعود المقدمة والتفاهمات المتفق عليها ، وأن تركيا تعمل جاهدة لإنهاء هذه المجزرة , وأضاف : “ننتظر من روسيا في هذا الصدد ، أن تستخدم نفوذها لدى النظام في إطار التفاهمات والنتائج التي توصلنا إليها خلال اللقاءات ، وممارسة الضغط عليه لوقف الهجمات البرية والجوية”.
وحذّر الوزير التركي من أن استمرار الهجمات على المنطقة سيؤدي إلى حدوث موجة هجرة كبيرة، وسيكون العبء الإضافي كبيرًا على تركيا التي تستضيف نحو 4 ملايين من أشقائها السوريين , وأشار إلى أن تركيا تحترم الاتفاق المبرم مع روسيا وتنتظر من الأخيرة الالتزام به أيضًا , وقال أكار: “لن نخلي بأي شكل من الأشكال نقاط المراقبة الـ12 التي تقوم بمهامها بشجاعة وتضحيات لضمان وقف إطلاق النار في إدلب، ولن نخرج من هناك” , وأوضح أن “نقاط المراقبة التركية في المنطقة ، لديها التعليمات اللازمة وسترد دون تردد في حال تعرضها لأي هجوم أو تحرش”.
وشهدت الآونة الأخيرة موجة جديدة من هجمات نظام الأسد وحلفاءه أسفرت عن نزوح أكثر من 264 ألف مدني من إدلب إلى مناطق قريبة من الحدود التركية منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بحسب تقارير ميدانية , ولجأت العائلات النازحة الفارة من قصف النظام وحلفائه، إلى المخيمات الواقعة في القرى والبلدات القريبة من الحدود مع التركية، إضافة إلى منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” اللتين حررهما الجيشان التركي والوطني السوري من الإرهاب.
كما يضطر قسم آخر من النازحين إلى اللجوء إلى حقول الزيتون ، وسط ظروف جوية قاسية , وفي مايو أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” بإدلب ، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري , إلا أن قوات الأسد وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة ، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر أيلول 2018، بمدينة سوتشي الروسية ، على تثبيت “خفض التصعيد”.