أطباء يخشون من انتشار فيروس كورونا في المخيمات السورية

في شمال غرب سوريا، حيث يكتظ نازحون شردتهم الحرب داخل مخيمات ، يخشى أطباء ومسعفون من انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع إذا وصل إلى بلد يعاني فيه نظام الرعاية الصحية انهيارا بالفعل , ويقول الأطباء وعمال الإغاثة إنهم لم يسجلوا أي حالات إصابة حتى الآن ، لكنهم حذروا من أن المخيمات لن تستطيع التعامل مع تفشي المرض إذ أن المستشفيات ذاتها تجد صعوبة بالفعل في علاج حتى الأمراض الشائعة، بعد حرب دائرة منذ تسع سنوات.

.وقال عمر حمود ، وهو طبيب أطفال في مدينة أعزاز، إنه لم توضع بعد خطة واضحة لشمال غرب سوريا، وهو آخر معقل كبير للمعارضة لم تبسط الحكومة السورية سيطرتها عليه , وأضاف قائلا لرويترز من داخل مركز طبي تابع لمنظمة الأطباء المستقلين ”آخذ احتياطاتي بتعاملي مع المرضى. أحاول دائما أني أهدي من روع المرضى لأنهم بيخافوا… إن سمعوا كلمة“. ويقع مقر منظمته الإغاثية في تركيا، وهي تدير عددا من منشآت الرعاية الصحية على الجانب السوري من الحدود.

.وتجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم 119 ألف حالة، وتوفي ما يقرب من 4300 مصاب. واتسع نطاق انتشار المرض إلى المزيد من البلدان مما تسبب في ضرر اقتصادي أكبر , وفي الشرق الأوسط، كانت إيران الأكثر تضررا بالفيروس إذ أصيب به حوالي 9000 شخص توفي منهم 354 مصابا. وعلى النقيض، أكدت تركيا الواقعة على حدود شمال غرب سوريا والتي لها قوات متمركزة عبر الحدود ظهور أول حالة إصابة عندها يوم الأربعاء.

.وقالت منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي إن نصف المرافق الصحية فقط هي التي لا تزال تعمل في شمال غرب سوريا حيث أجبر القتال نحو مليون نسمة على الفرار منذ ديسمبر , ويعيش الكثيرون في مخيمات مؤقتة تفتقر للنظافة وينامون في العراء في بساتين زيتون بمنطقة أتى الكثير من سكانها إليها فرارا من معارك بمناطق أخرى في مراحل ما من الحرب السورية.

.وقال حمود ”إذا انتشر الوباء، فالسيطرة عليه كتير صعبة. أنت شايف المخيم والناس جنب بعضها.. خيمة جنب خيمة“ , وأضاف أن الأطباء الذين تلقوا قفازات وأقنعة من منظمة الأطباء المستقلين يفحصون المرضى ويطهرون كل شيء ويحاولون توعية سكان المخيم بأعراض الفيروس , ولكن لم يكن هناك كثير يمكنهم فعله.

.وحذرت منظمة الإغاثة الإسلامية، ومقرها بريطانيا ، من أن الرعاية الصحية في إدلب بشمال غرب سوريا صارت بالفعل ”على شفا الانهيار“ , وقالت في بيان يوم الأربعاء إن السكان بلا مأوى ويعانون أمراضا مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وكذلك صدمة ما بعد الصراع , وأضافت ”أجهزة مناعة الناس انهارت بسبب سنوات العنف وسوء التغذية والفقر… الظروف مواتية لتفش لا نملك من الموارد ما يؤهلنا للتعامل معه“.

المصدر: الشبكة العربية في كندا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
Exit mobile version