ذكرت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا العملية العسكرية التركية في سورية خلال اتصال هاتفي أمس , وشنت تركيا عمليتها عبر الحدود مع سورية قبل شهر تستهدف طرد ميليشيات حزب العمال الكردستاني من المنطقة الحدودية وإقامة ”منطقة آمنة“ لتوطين اللاجئين السوريين , وأوقفت تركيا تقدمها بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة التي دعت لانسحاب الميليشيات من المنطقة الحدودية , وأبرم أردوغان لاحقا اتفاقا منفصلا مع موسكو التي طالبت أيضا بانسحاب ميليشيات “الكردستاني” لمسافة تبعد 30 كيلومترا على الأقل عن الحدود التركية.
وقال أردوغان إن واشنطن وموسكو لم تفيا حتى الآن بتعهداتهما بموجب الاتفاقين , وذكر البيان التركي أن أردوغان وبوتين أكدا التزامهما بالاتفاق الذي أبرماه خلال اجتماع بمنتجع سوتشي الروسي والذي سمح بتسيير دوريات عسكرية روسية وتركية مشتركة داخل سورية , وفي تصريح سابق أكد أردوغان أن القوات التركية “تواصل ملاحقة التنظيمات الإرهابية، في الداخل والخارج”، قائلا إنها “لا تجد مفرا أو مخبأ” من الجيش التركي , ومن المقرر أن يجري الرئيس التركي محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن يوم الأربعاء المقبل
من جانبه قال المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية في بيان صدر في أعقاب المحادثة ، إن بوتين وأردوغان شددا على “أهمية مواصلة الخطوات المشتركة المنسقة الرامية إلى استقرار الوضع في شمال شرق سورية مع الالتزام الصارم بمبادئ وحدة أراضي سورية وسيادتها” ، وذلك في سياق تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين روسيا وتركيا في ختام المباحثات بين رئيسي البلدين التي جرت يوم 22 تشرين الأول أكتوبر الماضي في سوتشي ، على خلفية إطلاق أنقرة عملية “نبع السلام” العسكرية ضد ميليشيات “الكردستاني” على حدودها مع سورية
وبحسب وكالة الأنباء الروسية فقد تبادل بوتين وأردوغان الآراء حول الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد، وأكدا ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لتنفيذ الاتفاقيات الروسية التركية ذات الصلة التي تم التوصل إليها عام 2018 , كما رحب الرئيسان بنتائج الجلسة الأولى للجنة الدستورية السورية التي عقدت في يومي الـ 30 من تشرين الأول أكتوبر والأول من تشرين الثاني نوفمبر في جنيف ، وشددا على أن إسهام الدول الثلاث الضامنة لعملية “أستانا” للتسوية السورية (روسيا، تركيا، إيران) كان “حاسما” في التحضير لها , وأكد بوتين وأردوغان رغبتهما في المساعدة على تعزيز الحوار السياسي الداخلي بين السوريين
وفي خطاب ألقاه أمس ، بالمجمع الرئاسي في أنقرة ، أكد الرئيس التركي “عودة 365 ألف سوريٍ إلى ديارهم ومنازلهم في المناطق التي وفرت القوات التركية فيها الأمن” , ونقلت وكالة الأناضول التركية للانباء عن أردوغان قوله بأن العمليات العسكرية التي قامت بها تركيا ضد التنظيمات الإرهابية في سورية ، تكللت بالنجاح , وبيّن أن العمليات أدت إلى استتباب الأمن في مساحة تزيد على 8 آلاف و100 كيلو متر مربع , وأوضح أن قوات بلاده تواصل ملاحقة التنظيمات الإرهابية ، في الداخل والخارج , وأكد أن العناصر الإرهابية لا يجدون مفرا أو مخبأ من القوات التركية في الوقت الحالي
وأضاف أردوغان أن قوات بلاده ستواصل الرد على استفزازات الارهابيين من الجانب السوري , وانتقد في هذا السياق ، تصريحات المعارضة التركية التي تقول بعدم وجود داعٍ لبقاء القوات التركية في سورية , وأشار إلى وجود جهات تسعى لإغراق تركيا بالدماء ، عبر استخدام التنظيمات الإرهابية , وأضاف أن من يحاول زرع الفنتة بين أبناء الجمهورية التركية ، سيفشل في محاولاته كما فشل في الماضي , كما لفت أردوغان إلى أن محاولات زعزعة الاستقرار في تركيا عبر الهجمات الاقتصادية ، باءت أيضا بالفشل ، وأن الاقتصاد التركي أحبط كافة المؤامرات التي تحاك ضده.