أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إن ميليشيات حزب العمال الكردستاني , لم تنسحب من بعض المناطق على الحدود مع سورية وإن القوات الأمريكية ما زالت تنظم دوريات مشتركة معها وهو ما يتنافى مع اتفاق بين أنقرة وواشنطن , وقال أردوغان في تصريحات لنواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة ”لم يتم تطهير هذه المناطق من الإرهابيين. لم يتم إخراج الإرهابيين من تل رفعت أو منبج“ مشيرا إلى بلدتين في منطقة الحدود الغربية حيث يقول إن الوحدات ما زالت هناك , وأضاف في البرلمان أن الوحدات ما زالت أيضا متواجدة شرقي رأس العين التي استهدفتها تركيا في عمليتها الأخيرة , وذكر أن تركيا ستلتزم باتفاقاتها طالما أوفت الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما.
وقال أردوغان أن عناصر ميليشيات “الكردستاني” مازالوا في تل رفعت ومنبج وشرقي رأس العين التي كانت محور عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا الشهر الماضي , وأضاف أن تركيا ستلتزم باتفاقاتها طالما أوفت الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما ، في تلميح ربما الى استئناف العملية العسكرية التي أوقفت بعد السيطرة على مساحة بعرض 120 كيلومترا بين رأس العين وتل أبيض . وشدد على أن تركيا ستواصل قتالها حتى القضاء على آخر إرهابي في تركيا وسورية والعراق. وأضاف : “نعلم أنه لايزال هناك إرهابيون في المنطقة الآمنة ولم يتم تطهير هذه المناطق من الإرهابيين بعد” , وأشار إلى أن الإرهابيين يشنون هجمات على القوات الأمنية التركية من خلف حدود المنطقة الآمنة ، مؤكدا أن بلاده “لن تقف موقف المتفرج على هذا الوضع وستفعل ما هو ضروري كما السابق”
وقال للصحفيين في البرلمان لاحقا إن القوات الأمريكية لا تزال تجري دوريات مشتركة مع مليشيات “الكردستاني” داخل القطاع الحدودي الذي يبلغ عمقه 30 كيلومترا والذي يتعين أن تنسحب منه هذه الميليشيات , وقال الرئيس التركي ”أنى لنا أن نُفسر إجراء أمريكا دوريات (مشتركة) مع منظمات إرهابية في تلك المنطقة على الرغم من أنهم اتخذوا قرارا بالانسحاب؟. ليس هذا ما اتفقنا عليه“ , وتحدث أردوغان بينما كان جنود أتراك وروس في عربات مدرعة ينفذون دوريتهم البرية المشتركة الثانية في شمال سورية بالقرب من مدينة عين العرب بموجب اتفاق لإبعاد مليشيات “الكردستاني لمسافة نحو 30 كيلومترا عن الحدود التركية.
وقبل نحو شهر، شنت تركيا وحلفاؤها من مقاتلي المعارضة السورية هجوما عبر الحدود على وحدات حماية الشعب وسيطروا على 120 كيلومترا من الأراضي على الحدود , وبعدها أبرمت تركيا اتفاقين منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا ينصان على انسحاب مليشيات “الكردستاني” من “المنطقة الآمنة” التي تعتزم أنقرة إقامتها مقابل أن توقف هجومها , وفي حين قالت واشنطن وموسكو إن المقاتلين غادروا، أكد أردوغان أن هذا لم يحدث , وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة متروبول يوم الثلاثاء تزايد تأييد الأتراك لأردوغان الشهر الماضي عندما أطلقت أنقرة حملتها في شمال سورية ضد حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في تركيا منذ عام 1984.
وأظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة التأييد لأردوغان 3.7 نقطة في أكتوبر تشرين الأول إلى 48 في المئة وهو أعلى معدل منذ الفترة التي تلت الانتخابات التي أجريت العام الماضي , وأثارت واشنطن بمساندتها لمليشيات “الكردستاني غضب أنقرة , وانطلقت الدورية التركية الروسية المشتركة يوم الثلاثاء على بعد حوالي سبعة كيلومترات إلى الشرق من مدينة عين العرب , وقال أحد الشهود إن الدورية استكملت خلال ساعتين , ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا على تويتر تظهر الجنود الأتراك والروس يلتقون عند الحدود ويدرسون الخرائط قبل بدء الدورية. وقالت إن طائرات مسيرة شاركت أيضا في أعمال الدورية.