كشفت المملكة الأردنية الهاشمية ، أمس الأربعاء، عن آلية جديدة لدخول السوريين إلى الأردن، وذلك في سياق التقارب الأردني السوري، والذي كان جديده إطلاق مباحثات بين مسؤولي البلدين بشأن فتح منطقة التجارة الحرة .
شروط دخول السوريين إلى الأردن
ووفق ما نقلت صحيفة (الوطن) المحلية عن مصدر في معبر نصيب، فإن “الأردن سيسمح لبعض السوريين بدخول أراضيه من دون موافقات من (وزارة الداخلية الأردنية)، من بينهم السوري المتزوج أردنية أو السورية المتزوجة أردنياً، بشرط وجود بيان عائلي أو بطاقة عائلية تثبت ذلك”.
ولفت المصدر إلى أنه “يحق أيضاً للسوريين المسافرين عبر(مطار الملكة علياء الدولي) ولديه فيزا أو إقامة، الدخول إلى الأردن من دون موافقة، وذلك قبل 24 ساعة من موعد إقلاع الطائرة”.
وأشار المصدر إلى أن المستثمرين الحاصلين على سجل تجاري تبلغ قيمته 50 ألف دينار أردني يسمح لهم بالدخول من دون موافقة، وما دون ذلك فإنهم يحتاجون إلى موافقة.
ونوه إلى أن الفئات التي يسمح لها بدخول الأراضي الأردنية من دون موافقة أيضاً هم السوريون المغتربون والمقيمون في الدول الخليجية.
وأكد أن حركة عبور الأفراد عبر معبر نصيب – جابر الحدودي لا تزال كما هي بنحو 1200 شخص ما بين قادم ومغادر وكذلك لا تزال حركة الشاحنات المحملة بالبضائع إلى الأردن.
كانت “وزارة الداخلية الأردنية” أعلنت إعادة فتح معبر جابر الحدودي مع سوريا، أمام حركة الركاب والبضائع، اعتباراً من 29 أيلول 2021، بعد مرور شهرين تقريباً على إغلاقه أمام المسافرين.
سبقها إعلان “وزارة النقل الأردنية” في 28 من أيلول الفائت أن “الخطوط الجوية الملكية الأردنية” ستطلق حافلات مباشرة من مدينة دمشق باتجاه “مطار الملكة علياء الدولي” وبالعكس اعتباراً من 3 من تشرين الأول 2021، وذلك لحين استئناف الرحلات الجوية مستقبلاً.
اجتماع لتشغيل المنطقة الحرة
وفي سياق مرتبط بفتح معبر نصيب، بحث “مجلس إدارة شركة المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة” من جانب النظام السوري والحكومة الأردنية تحضيرات إعادة تشغيل المنطقة.
وعقد الجانبان اجتماعاً عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع، بحثا فيه الأمور الإدارية واللوجستية والفنية التي تخص واقع عمل المنطقة الحرة لدعم التبادل التجاري بين الجانبين وتسهيل تجارة الترانزيت.
وذكرت وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية في بيان أن الاجتماع يأتي متابعة للاجتماعات الوزارية التي عقدت في عمان مؤخراً بحضور عدد من الوزراء من كلا الجانبين.
وقالت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين، مها علي، التي حضرت جانباً من الاجتماع في وزارتها، إلى أنه كان من ضمن مخرجات اجتماعها الثاني بوزير الاقتصاد في حكومة النظام السوري، محمد سامر الخليل، العمل على إعادة تشغيل المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة.
تقارب ملحوظ مؤخراً
وفي الأيام الأخيرة الماضية شهدت العلاقات بين الأردن ونظام الأسد قفزة سريعة وملحوظة في مستوى تطبيعها، إذ تخللها اتصال من رئيس النظام السوري بشار الأسد بملك الأردن عبدالله الثاني، و العديد من اللقاءات الرسمية.
وكان وزير خارجية النظام فيصل المقداد قد التقى مؤخراً، بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وذلك في مدينة نيويورك الأميركية على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
والتقى رئيس هيئة الأركان الأردني، يوسف الحنيطي، في 19 من أيلول الماضي، بنظيره السوري، علي عبد الله أيوب، في العاصمة الأردنية عمان، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2011.
وجاءت الزيارة غير المعلن عنها بعد نحو 3 أشهر من زيارة قام بها وزيرا النفط والكهرباء السوريان إلى العاصمة الأردنية، للبحث في سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة، وكانت تلك أول زيارة لوفد من النظام السوري إلى الأردن منذ آذار عام 2011.
كما أجرى وزير النفط بحكومة النظام بسام طعمة زيارة إلى الأردن مجدداً في الثامن من أيلول الجاري، حيث اتفق مع وزراء الطاقة في الأردن ومصر ولبنان وسوريا على خريطة طريق لنقل الغاز المصري براً إلى لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية.
وعملت عمان على جهود لاستثناء سوريا من قانون “قيصر” للعقوبات الأمريكية، الذي يحظر التعامل مع حكومة النظام، للتوافق على مشروع خطوط الطاقة.
جاءت هذه التطورات بعد تصريحات للملك الأردني، عبد الله الثاني، قال فيها إن الأسد “باقٍ” ويجب إيجاد طريقة للحوار مع النظام.
اقرأ أيضاً الأردن نغمة إسقاط النظام السوري انتهت وباتت “وهماً”
وشهدت العلاقات بين سوريا والأردن بعد عام 2011 تحولات عديدة، إذ دعم الأردن فصائل المعارضة في الجنوب السوري، لكن عقب سيطرة قوات النظام على المنطقة، بدأ بالبحث عن عودة العلاقات خاصة بعد فتح معبر “نصيب”.